ماذا حدث؟
أوستن تايس، صحفي أمريكي اختطف قرب دمشق في 14 أغسطس 2012، هو واحد من ثلاثة أمريكيين، إلى جانب مجد كمالماز وكايلا مولر، تسعى واشنطن لمعرفة مصيرهم بعد سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر 2024.
تقدر الشبكة السورية لحقوق الإنسان عدد المفقودين في سجون النظام السابق بـ136 ألف شخص.
بعد سيطرة هيئة تحرير الشام (HTS) على دمشق، فُتحت السجون، وأُطلق سراح آلاف المعتقلين، لكن مصير تايس لا يزال مجهولاً.
زارت والدته ديبرا تايس دمشق في يناير 2025 والتقت أحمد الشرع، الرئيس السوري الجديد، مؤكدة إيمانها بأن ابنها حي.
أرسلت الولايات المتحدة مبعوث الرهائن روجر كارستنز إلى سوريا، وحددت ستة مواقع محتملة لاحتجاز تايس، وتشير تقارير إلى نقله بين مراكز مخابرات، وربما إلى إيران كورقة مساومة، لكن هذا الاحتمال غير مؤكد.
أعلن مكتب التحقيقات الفيدرالي مكافأة مليون دولار، والخارجية الأمريكية 10 ملايين دولار، لمعلومات عن مكانه.
لماذا هذا مهم؟
إنسانيًا: عائلات المفقودين، بمن فيهم تايس، تعيش في انتظار مؤلم منذ 2011، وقد أشارت الشبكة السورية إلى 11 مفقودًا بجنسيات أمريكية-سورية، ورغم أن فتح السجون يوفر أملاً، لكن غياب سجلات رسمية يعقد البحث.
سياسيًا: الحكومة السورية الجديدة، بقيادة الشرع، أبدت استعدادًا للتعاون مع واشنطن، كما أعلن المبعوث توم باراك في مايو 2025، مما يعكس تحسن العلاقات بعد رفع ترامب العقوبات.
دبلوماسيًا: التعاون مع هيئة تحرير الشام، المصنفة إرهابية سابقًا، يمثل تحديًا للولايات المتحدة، لكن تعهدات الشرع بمحاسبة مجرمي النظام السابق وإطلاق سراح المعتقلين يعزز الأمل.
اقتصاديًا: رفع العقوبات قد يسهل تمويل جهود البحث عن المفقودين وإعادة الإعمار.
اجتماعيًا: فتح السجون أثار موجة تضامن في سوريا، لكن الخوف من الانتقام ضد الأقليات أو الفوضى يعيق الاستقرار.
ماذا بعد؟
على المدى القصير: ستستمر جهود كارستنز في سوريا، مع التركيز على السجون مثل صيدنايا.
كما أن هناك بعثة قطرية، بدعم أمريكي، تبحث عن رفات أمريكيين قتلهم داعش، وقد توسع لتشمل تايس.
ستضغط واشنطن على الشرع للوفاء بتعهداته، مستفيدة من تحسن العلاقات، ورغم تحرير أمريكي آخر ترافيز تيمرمان، فإن الجهود مستمرة للبحث عن تايس.
على المدى الطويل: نجاح النظام الجديد في توحيد سوريا ومحاسبة مجرمي الأسد سيحدد قدرته على حل ملف المفقودين.
إذا تأكد نقل تايس إلى إيران، قد تُعقد المفاوضات بسبب التوترات الأمريكية-الإيرانية، كما أن استمرار التعاون بين واشنطن ودمشق، مع دعم دول مثل تركيا وقطر، قد يؤدي إلى الوصول لتايس.
إذا لم يُعثر على تايس، قد تتحول القضية إلى رمز للعدالة الانتقالية في سوريا.
ختاما: النظام السوري الجديد يظهر استعدادًا لإعادة تايس، لكن نجاح ذلك يعتمد على استقرار سوريا وتأكيد مكانه، سواء في سوريا أو إيران.