هور بن نجم في مهب الكارثة.. نفوق غامض للأسماك يهز العراق

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

شهد هور بن نجم في محافظة النجف الأشرف كارثة بيئية مفاجئة تمثلت في نفوق جماعي لأعداد كبيرة من الأسماك، ما أثار ذعر السكان ودفع الجهات المعنية للتحرك الفوري لتقصي الأسباب والحد من الأضرار.

ووفقًا لشهادات مواطنين ومسؤولين، ظهرت كميات ضخمة من الأسماك النافقة على ضفاف الهور، في مشهد صادم أعاد إلى الأذهان أزمات بيئية سابقة شهدتها مناطق أخرى في العراق.

تحقيقات عاجلة.. وتشكيل فريق بيئي متخصص

وردت إلى مديرية بيئة النجف العديد من الشكاوى من قبل المواطنين وبعض المسؤولين المحليين بشأن الحادثة.

وعلى الفور، أمر مدير بيئة النجف، جمال عبد زيد، بتشكيل فريق عمل بيئي متخصص توجّه ميدانيًا إلى موقع الهور لإجراء المعاينة والكشف الأولي، بالتنسيق مع عدد من الجهات الصحية والبيئية الأخرى.

وأكد عبد زيد أن التحقيقات لا تزال في بدايتها، مشددًا على أهمية الوصول إلى الأسباب الحقيقية وراء هذه الكارثة البيئية التي تهدد التوازن الطبيعي للمنطقة.

الفرضيات الأولية.. جفاف وركود وصيد غير قانوني

ورغم أن النتائج النهائية لم تظهر بعد، إلا أن عبد زيد ألمح إلى وجود عدة احتمالات تقف وراء نفوق الأسماك، على رأسها شح المياه الذي تعاني منه المنطقة، خاصة أن الجداول المتصلة بالهور تمثل نهايات للأنهار، وتتعرض عادة في مثل هذا الوقت من العام إلى انخفاض حاد في مناسيب المياه.

وأوضح أن هذا الانخفاض يؤدي إلى ركود المياه، وبالتالي نقص حاد في الأكسجين المذاب، وهو ما لا تتحمله الكائنات المائية، وفي مقدمتها الأسماك.

إلى جانب ذلك، لم يستبعد عبد زيد فرضية العبث البشري، مرجّحًا أن يكون بعض الصيادين قد لجأوا إلى طرق صيد غير قانونية مثل الصعق الكهربائي أو استخدام مواد سامة، وهي ممارسات مدمرة للنظام البيئي ومخالفة للقانون.

الحر الشديد والغبار يزيدان الطين بلّة

الظروف المناخية القاسية زادت من تعقيد المشهد، حيث تشهد البلاد موجة حر شديدة، وقد سجلت درجات الحرارة في بعض مناطق العراق ارتفاعًا وصل إلى 38 درجة مئوية، إلى جانب تصاعد واضح في الغبار.

وتعتبر هذه العوامل من أبرز آثار التغير المناخي الذي يؤثر بشكل مباشر على الموارد البيئية والمائية في البلاد، ويجعل الكائنات الحية في المسطحات المائية أكثر عرضة للخطر.

لماذا هذا مهم؟

يمثل هور بن نجم أحد أهم مصادر الثروة السمكية في محافظة النجف، وبالتالي فإن نفوق هذا الكم الهائل من الأسماك لا يهدد فقط التوازن البيئي، بل ينعكس بشكل مباشر على معيشة السكان المحليين الذين يعتمدون على صيد الأسماك كمصدر دخل أساسي.

ماذا بعد؟

وأعرب العديد من المواطنين عن قلقهم العميق، وطالبوا الجهات المعنية بـالتحرك العاجل وتوفير حلول جذرية تمنع تكرار هذه الكوارث التي تتكرر مع كل موسم جفاف تقريبًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *