كوليرا السودان تهدد مصر.. كيف تتحصن القاهرة؟

كوليرا السودان تهدد مصر.. كيف تتحصن القاهرة؟

ماذا حدث؟
أعلنت السلطات الصحية المصرية حالة الاستنفار القصوى في جميع المنافذ الحدودية، لمواجهة احتمالية تسلل وباء الكوليرا إلى البلاد، في أعقاب تفشيه بشكل متسارع في السودان، لا سيما في العاصمة الخرطوم.

يأتي هذا الإجراء في إطار خطة وقائية شاملة أطلقتها وزارة الصحة المصرية لرصد ومتابعة الوضع الوبائي في السودان، خاصة بعد إعلان الخرطوم تسجيل عشرات الوفيات ومئات الإصابات خلال أيام قليلة، في ظل تدهور شديد للبنية التحتية الصحية جراء الحرب الأهلية المستمرة منذ أكثر من عامين.

وزارة الصحة المصرية، عبر مصدر مسؤول، أكدت أن قطاع الطب الوقائي في حالة جاهزية دائمة منذ اندلاع الأزمة، وأنه تم تشديد الرقابة على منافذ الدخول البرية، خاصة مينائي أرقين وقسطل، إضافة إلى تطبيق إجراءات مماثلة في المطارات لضمان أعلى مستويات التأمين الصحي. كما تخضع حركة الوافدين من السودان أو من مناطق موبوءة لعمليات فحص ومناظرة دقيقة من قبل فرق الطب الوقائي.

لماذا هذا مهم؟
التحرك المصري يأتي في وقت بالغ الخطورة، حيث أصبح تفشي الكوليرا في السودان يشكل تهديدًا حقيقيًا لدول الجوار، نتيجة الحدود المفتوحة وتبادل حركة السكان.

ويشير الدكتور ضرار بلعاوي، مستشار الأمراض المعدية، إلى أن مصر تعتبر من أكثر الدول عرضة لانتقال الوباء، نظرًا للتقارب الجغرافي والاجتماعي مع السودان.

وأكد بلعاوي أن الاستعدادات الحالية في المنافذ الحدودية والمطارات خطوة بالغة الأهمية، وينبغي أن تترافق مع حملات توعية شعبية، وتفعيل خطط الطوارئ في المستشفيات ووحدات الصحة العامة.

في الوقت نفسه، شدد ممثل منظمة الصحة العالمية في السودان، الدكتور شبل صحباني، على أن الأسباب الجذرية لتفشي الكوليرا في السودان تتعلق بنقص المياه النظيفة، وسوء الصرف الصحي، وتكدس النازحين في أماكن غير مؤهلة، ما يجعل من الصعب احتواء التفشي بدون تدخلات دولية حقيقية.

ماذا بعد؟
مع استمرار الأزمة في السودان، تواجه مصر تحديًا مزدوجًا: حماية جبهتها الداخلية من دخول المرض، والمساهمة في الجهود الإقليمية لاحتواء الأزمة من منبعها. وهنا تبرز أهمية التعاون الإقليمي، سواء عبر الدعم الطبي أو تنسيق تبادل المعلومات مع السودان والدول المجاورة.

كما أشار الخبراء إلى ضرورة تعزيز الترصد الوبائي داخل الأراضي المصرية، خاصة في المحافظات الحدودية، واستخدام لقاح الكوليرا الفموي كإجراء وقائي في المناطق شديدة التعرض للخطر.

ويمثل الحفاظ على خلو مصر من الكوليرا تحديًا مهمًا في ظل الانفراجة النسبية التي حققتها البلاد في مجال مكافحة الأوبئة خلال السنوات الماضية.

ختامًا، الكوليرا – وهي عدوى حادة تسبب إسهالًا حادًا – يمكن أن تؤدي إلى الوفاة خلال ساعات في حال عدم العلاج الفوري، مما يبرر حالة التأهب القصوى في مصر.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *