وضع سياسي مضطرب في إسرائيل.. كيف ستتأثر الحرب في غزة؟

وضع سياسي مضطرب في إسرائيل.. كيف ستتأثر الحرب في غزة؟

ماذا حدث؟

يعيش رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو حالة من الاضطراب السياسي تهدد بقاء ائتلافه الحاكم بعد أكثر من 600 يوم من الحرب في غزة.

داخليًا، عادت الانقسامات السياسية التي سبقت هجوم 7 أكتوبر 2023، خاصة حول إصلاح القضاء وإعفاء المتدينين المتشددين من التجنيد الإلزامي، مما دفع شركاء الائتلاف المتشددين للتهديد بالانسحاب بحلول يونيو 2025 إذا لم تُلبَ مطالبهم.

خارجيًا، يواجه نتنياهو ضغوطًا دولية متزايدة، بما في ذلك أوامر اعتقال صادرة عن المحكمة الجنائية الدولية في نوفمبر 2024 ضده وضد وزير الدفاع السابق يوآف غالانت، إلى جانب تهديدات بعقوبات من دول مثل بريطانيا وفرنسا وكندا.

كما تصاعدت التوترات مع إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بسبب مفاوضات المبعوث الأمريكي ستيف ويتكوف مع حماس وإيران، وقرارات مثل استثناء إسرائيل من اتفاق وقف إطلاق النار مع الحوثيين.

في غزة، استؤنفت العمليات العسكرية بعد انهيار وقف إطلاق النار في مارس 2025، مما أدى إلى مقتل 1600 فلسطيني، ثلثهم أطفال، وسط حصار مشدد تسبب في أزمة إنسانية حادة.

ويضاف إلى ذلك بدء التحقيقات في قضايا الفساد ضد نتنياهو الأسبوع المقبل، مما يزيد من تعقيد المشهد.

لماذا هذا مهم؟

يشكل الاضطراب السياسي في إسرائيل تهديدًا مباشرًا لقدرة نتنياهو على إدارة الحرب في غزة، فائتلافه، الذي يعتمد على المتشددين الدينيين واليمين المتطرف، يواجه ضغوطًا داخلية بسبب فشل تحقيق أهداف الحرب، مثل القضاء على حماس أو استعادة الرهائن، مما أدى إلى انقسام الرأي العام الإسرائيلي.

استطلاعات حديثة تُظهر أن 39% من الإسرائيليين يرون الرد العسكري مناسبًا، بينما يطالب 34% بالتصعيد و19% يعتبرونه مفرطًا. على الصعيد الدولي، يزيد الحصار على غزة، الذي قلص المساعدات إلى 7% من مستويات ما قبل الحرب، من الضغط على إسرائيل، مع اتهامات بالتجويع المتعمد وتدمير البنية التحتية، مما قد يدفع مجلس الأمن لفرض وقف إطلاق نار.

علاقة إسرائيل بالولايات المتحدة، أكبر داعميها، باتت على المحك، حيث يمكن أن تجبر صفقة أمريكية مع حماس نتنياهو على القبول، مما قد يكلفه دعم ائتلافه، أو الرفض، مما يعرضه لعزلة دولية.

كما أن تحذير ترامب من هجوم إسرائيلي على إيران يضع نتنياهو أمام خيار صعب، خاصة إذا اعتبرت إسرائيل أن إيران على وشك امتلاك سلاح نووي، مما قد يؤدي إلى أزمة دبلوماسية خطيرة مع واشنطن.

ماذا بعد؟

على المدى القصير، سيكون قرار نتنياهو بشأن صفقة وقف إطلاق نار محتملة مع حماس محوريًا، فقبول الصفقة قد يُخفف الأزمة الإنسانية في غزة مؤقتًا، لكنه يُعرضه لخطر انهيار ائتلافه إذا عارضها شركاؤه المتشددون.

في المقابل، قد يؤدي الرفض إلى عقوبات دولية وعزلة أكبر، خاصة إذا تصاعدت الأزمة الإنسانية. تصعيد العمليات العسكرية، خاصة في شمال غزة حيث تخطط إسرائيل لإقامة منطقة عسكرية مغلقة، قد يُطيل أمد الحرب ويُفاقم الوضع.

على المدى الطويل، قد تُنهك الحرب المستمرة إسرائيل اقتصاديًا وعسكريًا، حيث تُقدر تكلفة احتلال غزة بـ7 مليارات دولار سنويًا.

تراجع الدعم الشعبي لنتنياهو، مع دعوات متزايدة لاستقالته، قد يُفضي إلى انتخابات مبكرة بحلول أكتوبر 2026، ف إذا فشلت إسرائيل في تحقيق أهدافها الاستراتيجية، كما يحذر محللون، قد تتعزز مكانة حماس كرمز للمقاومة.

السيناريوهات المحتملة تشمل وقف إطلاق نار مؤقت يُخفف التوترات دون حل الصراع، أو تصعيد عسكري يؤدي إلى انهيار الائتلاف، أو انهيار سياسي يُعيد تشكيل المشهد بصعود قيادات أكثر اعتدالًا تدعم حل الدولتين.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *