منتحل شخصية بالبيت الأبيض.. من يختبئ وراء اسم “سوزي وايلز”؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في واحدة من أكثر الحوادث الإلكترونية جرأة وغموضًا، تحقق السلطات الفيدرالية في الولايات المتحدة في محاولة لانتحال شخصية سوزي وايلز، كبيرة موظفي البيت الأبيض وأقرب مستشاري الرئيس دونالد ترامب، بحسب ما كشفت عنه صحيفة The Wall Street Journal الأميركية.

المجهول الذي تجرأ على الدخول إلى دائرة النفوذ الأولى في أمريكا، تواصل في الأسابيع الأخيرة مع شخصيات رفيعة المستوى من حكام ولايات وأعضاء بمجلس الشيوخ ورجال أعمال نافذين، عبر رسائل نصية ومكالمات هاتفية، مدعيًا أنه سوزي وايلز.

لكن سرعان ما تبيّن أن الصوت ليس صوتها، والرقم ليس رقمها، والطلبات غريبة إلى حد يثير الشكوك.

الذكاء الاصطناعي على الخط

أفاد بعض من تلقوا المكالمات بأن الصوت كان قريبًا جدًا من صوت وايلز، ما رجّح لدى المحققين استخدام الذكاء الاصطناعي لتقليد نبرتها بدقة.

وفي إحدى الحالات طُلب تحويل مالي، وفي أخرى طُلب إعداد قوائم للعفو الرئاسي، لكن طرح المتصل لأسئلة يفترض أن وايلز تعرف إجاباتها كشف عملية الانتحال.

رسائل مشبوهة ونبرة “غريبة”

كشفت تحقيقات الاستخبارات الأميركية أن الرسائل كانت مليئة بالأخطاء اللغوية وبصياغة غير معتادة وأكثر رسمية من أسلوب وايلز، كما لم تصدر من رقم هاتفها المعروف.

ورغم تحذير وايلز لمعارفها بعدم التفاعل، واصل منتحل الشخصية التواصل حتى خلال سفرها مع الرئيس ترامب في جولته بالشرق الأوسط.

لماذا هذا مهم؟

مصدر القلق الأبرز أن المجهول استطاع الوصول إلى جهات اتصال هاتف سوزي وايلز الشخصي، ما سمح له بالتواصل مع واحدة من أكثر شبكات العلاقات حساسية في البلاد.

ويُعتقد أن هذا الهاتف قد تعرّض للاختراق، وهو ما أكدته وايلز لزملائها، موضحة أن الهاتف المخترق ليس حكوميًا، بل خاص.

ويُشار إلى أن وايلز كانت قد تعرضت سابقًا لاختراق إلكتروني خلال الحملة الرئاسية العام الماضي، حين تسلل عملاء إيرانيون إلى بريدها الإلكتروني الشخصي، وتمكنوا من الحصول على ملف بحثي حول نائب ترامب حينها، جيه دي فانس.

ماذا بعد؟

ورغم خطورة الواقعة، أكد مسؤولون في FBI عدم وجود أدلة حتى الآن على تورط دولة أجنبية، مشيرين إلى أن التحقيق مستمر.

وقال مدير المكتب، كاش باتيل: “نأخذ جميع التهديدات ضد الرئيس وموظفيه وأمننا السيبراني بجدية قصوى”.

وأكدت متحدثة باسم البيت الأبيض أن الأمن السيبراني للموظفين أولوية، والتحقيقات جارية لكشف الجهة المسؤولة.

من هي سوزي وايلز؟

وايلز ليست مجرد موظفة رفيعة، بل تُعد من أقرب الشخصيات للرئيس ترامب، إذ أدارت حملته الرئاسية قبل أن يتم تعيينها كأول امرأة تتولى منصب رئيسة موظفي البيت الأبيض، وتتمتع بنفوذ كبير داخل أروقة واشنطن وفلوريدا، حيث صنعت لنفسها تاريخًا سياسيًا مؤثرًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *