ماذا حدث؟
يشتعل الجدل بين المغرب والجزائر حول أصل القفطان، الزي التقليدي الذي يُعد رمزًا ثقافيًا في المغرب الكبير.
في مايو 2024، قدمت الجزائر ملفًا لليونيسكو لتسجيل القفطان كتراث جزائري، مستخدمة صورة لـ”نطع فاس” المغربي، مما دفع المغرب لتقديم شكوى رسمية، متهمًا الجزائر بـ”السطو الثقافي”.
المغرب يؤكد أن القفطان تطور في مدنه مثل فاس منذ القرن الـ12، بينما ترى الجزائر أن أصله عثماني، ظهر في تلمسان وقسنطينة منذ القرن الـ16.
تضخم الخلاف عبر مواقع التواصل الاجتماعي مع منشورات على منصة إكس تُظهر فنانين من كلا البلدين يرتدون القفطان، مما يُشعل نقاشات حادة.
منظمة الإيسيسكو حسمت الأمر عام 2023 لصالح المغرب، لكن الجزائر تُصر على تراثها في القفطان التلمساني و”الشدة” المُسجلة باليونيسكو عام 2012.
لماذا هذا مهم؟
– التوترات السياسية: يرى الكاتب المغربي موليم لعروسي أن الخلاف سياسي، متأثر بالاستعمار الفرنسي الذي أعاق تطور القفطان في الجزائر مقارنة بالمغرب.
– التراث المشترك: يشير المؤرخ الجزائري محمد الأمين بلغيث إلى تلاقح ثقافي مغاربي، حيث تأثر القفطان بالأندلس بعد سقوط غرناطة 1492، مما أعطاه طابعًا مميزًا في تلمسان، وفاس، وطنجة، وهذا يجعل القفطان تراثًا إقليميًا أكثر من كونه حصريًا لدولة واحدة.
دور اليونيسكو: شكوى المغرب تُبرز أهمية اليونيسكو في حسم نزاعات التراث، وقد يخفف إدراج القفطان كتراث مشترك للمغرب، والجزائر، وتونس، وليبيا، كما اقترح لعروسي، التوتر، لكن الجزائر تُصعد بملفات إضافية مثل الموسيقى الجزائرية.
– تأثير التواصل الاجتماعي: يُفاقم المؤثرون الجدل لأغراض تجارية، كما يقول بلغيث، مما يُعيق جهود الوحدة المغاربية التي دعت لها أحزاب المنطقة في 1947.
ماذا بعد؟
على المدى القصير، ستستمر الجزائر في الدفع لتسجيل القفطان كتراثها باليونيسكو، بينما يُعزز المغرب موقفه عبر عروض أزياء دولية، كما في باريس 2024.
رد اليونيسكو على شكوى المغرب، المتوقع بحلول ديسمبر 2025، سيحدد ما إذا كان القفطان سيُسجل كتراث مشترك أو حصري.
على المدى الطويل، يتطلب الحل تعاونًا مغاربيًا لتسجيل القفطان كتراث إقليمي، مع التركيز على الجذور الأندلسية والعثمانية المشتركة، وهذا يتطلب تهدئة التوترات السياسية، ربما عبر مبادرات ثقافية مشتركة.
استمرار الجدل قد يُعمق الانقسامات، خاصة مع قضايا أخرى مثل الكسكس والزليج.
دعوة بلغيث للبحث عما يجمع البلدين قد تُشجع حوارًا ثقافيًا، لكن نجاحه يعتمد على تقليص التأثير السياسي وتفعيل حلم المغرب العربي الكبير.