هل تتحول سياسة ترامب تجاه روسيا بعد انتقاده لبوتين؟

هل تتحول سياسة ترامب تجاه روسيا بعد انتقاده لبوتين؟

ماذا حدث؟

في 25 مايو 2025، أطلق الرئيس الأمريكي دونالد ترامب انتقادات لاذعة للرئيس الروسي فلاديمير بوتين بسبب القصف الروسي المكثف لمدن أوكرانية مثل كييف وأوديسا.

في تصريحات للصحفيين، قال ترامب إنه يعرف بوتين منذ زمن وكانت علاقتهما جيدة، لكنه استنكر إطلاق الصواريخ على المدن وقتل المدنيين، مشيرًا إلى إمكانية فرض عقوبات إضافية.

وفي منشور على “تروث سوشال”، وصف بوتين بأنه “مجنون تمامًا”، محذرًا من أن سعيه للسيطرة على كل أوكرانيا قد يؤدي إلى “سقوط روسيا”.

هذه الانتقادات، التي تكررت منذ أبريل، جاءت بعد أشهر من إحباط أمريكي بسبب تعنت الكرملين في مفاوضات وقف إطلاق النار.

ومع ذلك، لم تُترجم هذه التصريحات إلى عقوبات جديدة، بل أشاد ترامب بمقترح روسيا لمواصلة المحادثات المباشرة مع أوكرانيا، مما شجع بوتين على تصعيد الهجمات.

لماذا هذا مهم؟

– تذبذب سياسة ترامب: رغم انتقاداته لبوتين، يواصل ترامب نهجًا متساهلاً مع روسيا، معبرًا عن استياء أكبر من الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

في منشور وصف فيه بوتين بـ”المجنون”، هاجم زيلينسكي لـ”طريقة حديثه”، مطالبًا إياه بالتوقف عن إثارة المشاكل. هذا يعكس ميل ترامب لمعاقبة تحفظات زيلينسكي أكثر من عرقلة بوتين النشطة.

– قراءة بوتين لترامب: يرى بوتين، كما فعل مع قادة غربيين منذ حرب جورجيا 2008، أن ترامب لن يتخذ إجراءات قوية ضد العدوان الروسي، واستمرار الهجمات الروسية بعد تصريحات ترامب يؤكد هذا التقييم.

– ضغوط داخلية: تواجه إدارة ترامب انتقادات من صحف جمهورية مثل “نيويورك بوست” و”وول ستريت جورنال”، ومن أعضاء جمهوريين مثل النائب دون بيكون والسيناتور تشاك غراسلي، الذين طالبوا باتخاذ إجراءات ضد روسيا.

مشروع قانون “عقوبات روسيا 2025″، المدعوم من 81 سيناتورًا، يكتسب زخمًا، وقد تسمح الإدارة للجمهوريين بالتصويت بحرية، مما قد يؤدي إلى تمريره.

– التداعيات الإقليمية: استمرار تذبذب ترامب قد يُضعف موقف أوكرانيا، خاصة إذا قلصت أمريكا دعمها العسكري، ويشير تصريح نائب الرئيس جي دي فانس بأن روسيا تطالب “بالكثير” إلى تزايد الإحباط داخل الإدارة.

ماذا بعد؟

بحسب المجلس الأطلسي، فلا تُشير انتقادات ترامب لبوتين بعد إلى تحول جوهري في سياسته تجاه روسيا، لكنها قد تمهد لتعديلات طفيفة إذا استمر الضغط الداخلي والروسي.

على المدى القصير، قد يسمح ترامب بتمرير قانون العقوبات إذا أصر الجمهوريون، لكن فرض عقوبات فعلية يبقى غير مؤكد، خاصة أن الصين والهند تواصلان شراء الطاقة الروسية، مما يحد من تأثير العقوبات.

ويظهر تصريح ترامب بأن بوتين “يلعب بالنار” يُظهر استياء متزايدًا، لكنه لم يترجم إلى سياسات ملموسة.

على المدى الطويل، يعتمد أي تحول على استجابة بوتين للضغوط الأمريكية. إذا استمر في عرقلة المفاوضات، قد يضطر ترامب لاستئناف المساعدات العسكرية لأوكرانيا أو فرض عقوبات على صادرات النفط الروسية، كما اقترح في أبريل.

ومع ذلك، ميل ترامب لتجنب المواجهة المباشرة مع بوتين، كما أظهر خلال محادثاتهما المتكررة، يجعل هذا السيناريو غير مرجح ما لم تتصاعد الضغوط السياسية الداخلية.

نصيحة زيلينسكي بالحد من انتقاداته لترامب، كما فعل بوتين بالثناء على جهود السلام، قد تُحسن موقف أوكرانيا في المفاوضات، وبدون تغيير في نهج ترامب، سيظل بوتين يراهن على تساهل واشنطن، مما قد يطيل الحرب.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *