ماذا حدث؟
في 14 مايو 2025، التقى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بالرئيس السوري المؤقت أحمد الشرع في الرياض، معلنين بداية فصل جديد في العلاقات الأمريكية-السورية.
بعد أيام، هاجم تنظيم داعش نقطة أمنية في الميادين بسيارة مفخخة، مما أسفر عن مقتل خمسة عناصر أمن سوريين، في أول هجوم ناجح ضد الحكومة الجديدة.
هذا الحادث أعاد التأكيد على الحاجة إلى مواصلة مهمة مكافحة داعش، التي ظلت محورًا للسياسة الأمريكية في سوريا منذ 2014.
حث البيت الأبيض الشرع على منع عودة داعش وتولي مسؤولية مراكز احتجاز تضم آلاف الأعضاء المرتبطين بالتنظيم في شمال شرق سوريا.
وبدأت الولايات المتحدة بتقليص وجودها العسكري في سوريا منذ أبريل، مع تقليص تمويل معسكرات الاحتجاز، مما يزيد الضغط على دمشق لتحمل المسؤولية.
لماذا هذا مهم؟
– التهديد المستمر لداعش: رغم هزيمته عسكريًا في 2019، يواصل داعش عملياته كتمرد منخفض المستوى، مع 33 هجومًا في 2025.
استهداف الميادين يظهر قدرته على استغلال الفجوات الإدارية، خاصة في ظل اندماج غير مكتمل بين دمشق وقوات سوريا الديمقراطية (قسد).
– تحديات الاحتجاز: تدير قوات سوريا الديمقراطية حوالي 9000 مقاتل من داعش و40000 من عائلاتهم في معسكرات مثل الحول وروج.
هذه المرافق معرضة للخطر بدون دعم أمريكي، مما يزيد مخاطر هروب المحتجزين أو تجنيد جيل جديد.
– التغيرات السياسية: حكومة الشرع، التي خلفت نظام الأسد في ديسمبر 2024، تواجه تحديات بناء الدولة.
تعاونها مع الولايات المتحدة باستخدام معلومات استخباراتية لضرب داعش يُظهر إمكانات، لكن نقص الموارد وتوحيد القوات قد يعيقان توليها المهمة بمفردها.
– التوترات الإقليمية: تركيا، التي تعتبر قوات سوريا الديمقراطية امتدادًا لحزب العمال الكردستاني، تضغط لتهميشها، مما قد يعرقل المهمة إذا تصاعدت الاشتباكات، وتدعم أوروبا استمرار العمليات، لكنها غير قادرة على قيادة الجهود بدون أمريكا.
ماذا بعد؟
بحسب معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، فستساعد الولايات المتحدة سوريا في مواجهة داعش عبر استراتيجية متعددة الأوجه، مع التركيز على نقل المسؤولية تدريجيًا إلى دمشق:
– تشكيل فرقة عمل ثنائية: ستنشئ واشنطن مجموعة عمل مع دمشق لمعالجة ثلاثة محاور: التمرد، المحتجزين، والعائلات. يجب أن تثبت دمشق قدرتها على قيادة المهمة مع ضمان معاملة إنسانية للمحتجزين.
– تعزيز علاقة دمشق مع قسد: اتفاق مارس 2025 لدمج قوات سوريا الديمقراطية في الجيش السوري لم يحقق تقدمًا كبيرًا. ستضغط الولايات المتحدة على الطرفين للتعاون، مستفيدة من خبرة قسد في مكافحة داعش، مع معالجة مخاوف تركيا عبر حوار عسكري.
– ضغط على تركيا: ستصر واشنطن على وقف تركيا أي أعمال، مثل الهجمات على قسد، تعرض المهمة للخطر.
– إشراك أوروبا: ستواصل الولايات المتحدة التنسيق مع فرنسا وبريطانيا لتقاسم الأعباء المالية وتسريع إعادة مواطنيهم من المعسكرات، وقد تتولى أوروبا أدوارًا أكبر في عملية “إنهيارنت ريزولف” إذا طلبت دمشق استمرارها.
– جدول زمني واقعي: ستعمل وزارتا الدفاع والخارجية الأمريكيتان على وضع جدول زمني لنقل المهمة، يشمل التدريب والمعدات والاستخبارات، لضمان قدرة دمشق على الاستمرار.
على المدى القصير، ستزيد واشنطن تبادل المعلومات الاستخباراتية مع دمشق، كما حدث في كشف مؤامرة ضد ضريح السيدة زينب في يناير.
على المدى الطويل، يعتمد النجاح على قدرة الشرع على توحيد سوريا ودمج قسد بشكل فعال، وإلا فقد تعود داعش في غضون 1-2 سنة إذا انهارت مراكز الاحتجاز.