هل يتخلى ترامب عن نتنياهو؟

هل يتخلى ترامب عن نتنياهو؟

ماذا حدث؟

منذ تولي دونالد ترامب الرئاسة في يناير 2025، شهدت العلاقة بينه وبين رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو توترات غير متوقعة.

توقع اليمين الإسرائيلي دعمًا مطلقًا من ترامب، لكن الإدارة الأمريكية اتخذت خطوات أثارت استياء إسرائيل، فتفاوضت الولايات المتحدة مباشرة مع حماس لإطلاق سراح الرهينة الأمريكي-الإسرائيلي عيدان ألكسندر دون إشراك إسرائيل، وأعلنت مفاوضات نووية مع إيران أثناء زيارة نتنياهو للبيت الأبيض، مما أحرجه علنًا.

كما أبرمت هدنة مع الحوثيين دون استشارة إسرائيل، رغم تصاعد هجماتهم ضد إسرائيل، وأنهت عقوبات على سوريا دون إشعار مسبق.

زيارة ترامب للسعودية وقطر والإمارات دون التوقف في إسرائيل، إلى جانب صفقات أسلحة ضخمة قد تهدد التفوق العسكري الإسرائيلي، زادت من القلق.

تسريب معلومات استخباراتية عن استعداد إسرائيل لضرب منشآت إيرانية يشير إلى محاولة أمريكية لردع إسرائيل، مما يعكس نهج ترامب المركز على المصالح الأمريكية.

لماذا هذا مهم؟

– تراجع النفوذ الإسرائيلي: قرارات ترامب دون استشارة إسرائيل تُظهر أنها لم تعد أولوية أمريكية مطلقة، مما يُثير مخاوف من أزمة في العلاقات.

تصريح نتنياهو بضرورة “الاستغناء” عن المساعدات العسكرية الأمريكية (4 مليارات دولار سنويًا) يعكس محاولة للحفاظ على الكرامة وسط التوترات، لكنه قد يُعرض الأمن الإسرائيلي للخطر.

– التوجهات الإقليمية: رغبة ترامب في توسيع اتفاقيات إبراهيم تتعارض مع طموحات اليمين الإسرائيلي لضم الضفة الغربية، إذ تشترط السعودية إقامة دولة فلسطينية، وهذا يضع نتنياهو في مأزق بين إرضاء ترامب وإبقاء ائتلافه اليميني.

– الأمن النووي: نهج ترامب الدبلوماسي مع إيران يحد من خيارات إسرائيل العسكرية، خاصة مع تسريب خططها، مما قد يُضعف قدرتها على مواجهة التهديد الإيراني.

– الدعم العسكري: انتهاء مذكرة التفاهم العسكرية لعشر سنوات (2016-2026) خلال ولاية ترامب يجعل تجديدها اختبارًا حاسمًا لدعمه لإسرائيل.

إسرائيل، التي أضعفت حزب الله وحماس ودمرت دفاعات إيران الجوية، تحتاج إلى دعم مالي لإعادة بناء قدراتها بعد حرب متعددة الجبهات منذ أكتوبر 2023.

ماذا بعد؟

على المدى القصير، يعتمد استمرار العلاقة على قدرة نتنياهو على مواءمة أهدافه مع مصالح ترامب، حيث يجب على إسرائيل تقديم خطة واضحة لإنهاء حرب غزة وبديل لحماس، وهو أمر قد يُهدد ائتلافه مع الوزيرين بن غفير وسموتريتش.

فشل نتنياهو في ذلك قد يدفع ترامب للتركيز على قضايا أخرى، مثل أوكرانيا. 

على المدى الطويل، سيحدد نهج ترامب تجاه تجديد المساعدات العسكرية مدى دعمه لإسرائيل، وإذا رأى أن دعم إسرائيل يخدم مصالح أمريكا – مثل منع إيران من امتلاك سلاح نووي أو تعزيز الاستقرار الإقليمي – فقد يواصل الدعم.

لكن نفاد صبره قد يدفعه لتقليص الالتزامات إذا استمر نتنياهو في تحدي رؤيته، خاصة بشأن وقف الحرب وتطبيع العلاقات مع السعودية. 

إسرائيل بحاجة إلى إعادة تقييم استراتيجيتها، ربما عبر حكومة أكثر مرونة بعد انتخابات محتملة بحلول أكتوبر 2026، لاستعادة ثقة ترامب والمجتمع الدولي، لأن استمرار الوضع الحالي قد يُعزز عزلة إسرائيل، خاصة مع انتقادات أوروبية متزايدة لعملياتها في غزة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *