أنصار السنة.. تنظيم إرهابي جديد يهدد حكومة الشرع في سوريا

أنصار السنة.. تنظيم إرهابي جديد يهدد حكومة الشرع في سوريا

ماذا حدث؟

في فبراير 2025، برز تنظيم إرهابي جديد يُدعى “سرايا أنصار السنة” في سوريا، مستغلاً الفراغ الأمني والاضطرابات السياسية عقب سقوط نظام بشار الأسد في ديسمبر 2024.

أعلن التنظيم عن نفسه عبر بيان على “تيليغرام”، متهمًا الحكومة الانتقالية بقيادة أحمد الشرع بالفساد والتساهل مع العلويين والشيعة، مستخدمًا خطابًا طائفيًا يشبه أدبيات “داعش”.

تعهّد التنظيم، الذي يتبنى الفكر السلفي الجهادي، بشن هجمات “ذئاب منفردة”، واصفًا نفسه بـ”قوة لامركزية” قادرة على القتل والتهجير، ونفى التنظيم أي تنسيق حالي مع “داعش”، لكنه أبقى الباب مفتوحًا لتعاون مستقبلي.

في 18 مايو، نفّذ “داعش” تفجيرًا في ميدان الشرقية أودى بحياة خمسة أشخاص، بالتزامن مع اشتباكات في حلب، مما يشير إلى عودة النشاط الإرهابي.

بحسب معهد دراسات الحرب، يرفض التنظيم الدولة السورية وحكومتها، داعيًا إلى إقامة كيان إسلامي متشدد، ويكفّر خصومه، بما في ذلك المعارضة والحكومة الانتقالية.

استهدف التنظيم أنصار النظام السابق والأقليات، وجنّد عناصر من جماعات إسلامية لم تندمج في الحكومة الجديدة.

لماذا هذا مهم؟

يُشكل “سرايا أنصار السنة” تهديدًا مزدوجًا للمرحلة الانتقالية في سوريا:

 أمنيًا، يستغل التنظيم غياب العدالة الانتقالية لتبرير عمليات القتل خارج القانون، ويُفاقم التوترات الطائفية عبر استهداف العلويين والشيعة، مما يهدد وحدة سوريا المتنوعة.

سياسيًا، يُعرقل جهود أحمد الشرع لتوحيد البلاد تحت حكومة مركزية، حيث يرفض التنظيم شرعية الدولة ودستورها المؤقت.

أيديولوجيته المتقاربة مع “داعش” تجعله جاذبًا لمقاتلين متشددين، رغم عدم وجود أدلة على انضمام أجانب بعد، والأخطر هو الاشتباه بدعم إيراني غير مباشر، إذ تخدم أنشطة التنظيم مصالح طهران في إرباك المرحلة الانتقالية وزعزعة النفوذ الأمريكي، كما فعلت سابقًا مع “القاعدة” في مناطق صراع.

عودة “داعش” للواجهة، كما أشار الباحث هارون زيلين، تؤكد استمرار التهديد الإرهابي، رغم تراجع قوته مقارنة بالسابق، وهذا التنظيم قد يكون واجهة لـ”داعش” أو كيانًا مستقلًا، لكنه في كلتا الحالتين يُهدد استقرار سوريا ويُعقّد بناء نظام سياسي دائم.

ماذا بعد؟

تواجه حكومة الشرع تحديًا كبيرًا في احتواء “سرايا أنصار السنة” ومنع تمددها.

على المدى القصير، يجب تعزيز الأمن في المناطق المضطربة مثل حلب وإدلب، وتفعيل أنظمة العدالة الانتقالية للحد من القتل خارج القانون، والتنسيق مع دول الجوار، كما حدث في زيارة وفد عراقي لدمشق في أبريل 2025 لبحث مكافحة الإرهاب، قد يُسهم في تأمين الحدود ومنع تدفق المقاتلين.

على المدى الطويل، يتطلب الأمر حوارًا وطنيًا شاملًا، كما أعلنت الحكومة نيتها عقده، لدمج الفصائل المسلحة ومعالجة التوترات الطائفية.

دوليًا، قد يدفع التهديد الإرهابي المتزايد إلى دعم أكبر للحكومة الانتقالية من دول مثل السعودية والأردن، التي هنأت الشرع، لكن التوترات مع إسرائيل، التي تسعى لمناطق نفوذ في سوريا، قد تُعقد الأمور.

إذا لم تُحاصر الجماعة، فقد تتوسع إلى لبنان، كما هددت، مستغلة الفوضى الإقليمية، والحل يكمن في توحيد سوريا عبر حكومة مركزية قوية، مع ضغط دولي لمنع إيران من استغلال الفوضى عبر وكلاء مثل هذا التنظيم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *