ماذا حدث؟
يبلغ علي خامنئي، المرشد الأعلى للجمهورية الإسلامية الإيرانية منذ 1989، من العمر 86 عامًا، وتتزايد التكهنات حول خليفته مع تقدم سنه ومشاكله الصحية.
خامنئي، الذي يتمتع بسلطة مطلقة كقائد أعلى للقوات المسلحة وصاحب القرار في السياسة الخارجية والأمن، حول منصب ولاية الفقيه إلى مركز سياسي شخصي، متجاوزًا جذوره الدينية التقليدية.
تعديلات دستورية عام 1989 ألغت شرط المرجعية الدينية، مما مكّن خامنئي من تولي المنصب رغم مؤهلاته الدينية المحدودة آنذاك.
الآن، تتصاعد المنافسات الخفية بين الأجنحة السياسية والدينية، مع أسماء محتملة مثل صادق آملي لاريجاني، وسيد حسن خميني، وعليرضا أعرافي، بينما يثير اسم مجتبى خامنئي، نجل المرشد، جدلًا كبيرًا.
مجلس خبراء القيادة، المسؤول دستوريًا عن اختيار المرشد، يواجه تدخلات من الحرس الثوري ومؤسسات النظام، مما يعقد عملية الخلافة.
لماذا هذا مهم؟
رحيل خامنئي لن يكون مجرد تغيير قيادي، بل قد يهدد استقرار النظام الإيراني.
ولاية الفقيه، التي تمنح المرشد سلطة مطلقة، أصبحت مرتبطة بشخص خامنئي، وغيابه قد يؤدي إلى فراغ سلطة أو أزمة شرعية.
صراعات الأجنحة بين المحافظين والإصلاحيين، إلى جانب نفوذ الحرس الثوري، قد تعرقل اختيار خليفة توافقي.
ترشيح مجتبى خامنئي مثير للجدل، إذ قد يُنظر إليه كتحول النظام إلى ملكية دينية، مما يقوض شرعيته الثورية.
عليرضا أعرافي، رغم قربه من النظام ومؤهلاته الدينية، يفتقر إلى الكاريزما الشعبية والدعم العسكري.
الاحتجاجات الشعبية المتكررة، كالحركة الخضراء 2009، تظهر رفضًا متزايدًا لولاية الفقيه، مما يزيد الضغط على النظام.
اقتصاديًا، تعاني إيران من أزمات متفاقمة، والضغوط الدولية، خاصة من الولايات المتحدة، قد تستغل أي فراغ سلطة.
ماذا بعد؟
مستقبل إيران بعد خامنئي يعتمد على قدرة النظام على إدارة الخلافة دون تفاقم الانقسامات. السيناريوهات المحتملة تشمل:
1- خليفة توافقي: قد يتم اختيار شخصية مثل أعرافي كحل وسط، لكنه سيواجه تحديات في فرض سلطته دون دعم عسكري قوي.
2- صراع داخلي: فشل الأجنحة في التوافق قد يؤدي إلى فراغ سلطة، يستغله الحرس الثوري لتعزيز نفوذه، مما يحول النظام إلى سيطرة عسكرية.
3- اضطرابات شعبية: الغضب الشعبي، المدفوع بالأزمات الاقتصادية ورفض ولاية الفقيه، قد يؤدي إلى احتجاجات واسعة، تهدد استقرار النظام.
4- إصلاحات أو انهيار: أزمة الخلافة قد تدفع إصلاحيين للمطالبة بتعديل ولاية الفقيه، أو تؤدي إلى انهيار النظام إذا تصاعدت الاحتجاجات.
للحفاظ على الاستقرار، قد يحاول النظام ترتيب الخلافة مسبقًا عبر لجان سرية أو تعيين نائب، لكن التدهور الاقتصادي والضغوط الخارجية، خاصة سياسة “الضغوط القصوى” الأمريكية، قد تعقد هذه الجهود.
إذا لم يتم احتواء الصراعات، فقد تواجه إيران أزمة وجودية، ربما تدفع نحو تغيير جذري يقوده الشعب أو تحول إلى حكم عسكري.