ماذا حدث؟
في تطور مفاجئ، أعلنت السلطات الأميركية أن منفذ حادث إطلاق النار قرب السفارة الإسرائيلية والمتحف اليهودي بواشنطن، والذي أسفر عن مقتل اثنين من موظفي السفارة، هو إلياس رودريغيز، ناشط سياسي وباحث أكاديمي يبلغ من العمر 30 عامًا ويقيم في شيكاغو.
“الحرية لفلسطين”.. الهتاف الذي صدم الشرطة
أكدت الشرطة أن رودريغيز لم يكن معروفًا لديها سابقًا، لكن المفاجأة كانت في ظهوره بمقاطع فيديو وهو يهتف “الحرية لفلسطين” أثناء اقتياده، وهو ما أكدته رئيسة شرطة العاصمة، مشيرة إلى أنه واصل ترديده خلال احتجازه.
شهادة صادمة من قلب الحدث
رغم أن رودريغيز لم يُبدِ مقاومة عند القبض عليه، فإن تصرفاته أثارت الشكوك، إذ قالت شاهدة عيان إنها ظنته مصابًا حين رأته يرتجف ويتمتم ويطلب الاتصال بالشرطة، مؤكدًا أنه بخير ولم يُصب.
لاحقًا، أرشد السلطات إلى السلاح المستخدم، في إشارة إلى مسؤوليته عن الحادث، وتُجرى حاليًا تحقيقات موسعة بمشاركة شرطة واشنطن و”FBI”، وفقًا لشبكة “CNN”.
من هو إلياس رودريغيز؟
لم يكن اسم إلياس رودريغيز متداولًا في سجلات الإجرام، بل في الأوساط البحثية والنشاط السياسي. فقد وُلد ونشأ في شيكاغو، وتخرج من جامعة إلينوي بشهادة في اللغة الإنجليزية.
عمل باحثًا في التاريخ الشفوي ضمن منظمة “صناع التاريخ” (The HistoryMakers)، حيث تولى توثيق السير الذاتية لشخصيات بارزة من المجتمع الأميركي الإفريقي.
وقبل ذلك، شغل رودريغيز وظائف في كتابة المحتوى لصالح شركات تجارية وغير ربحية في مجالات التكنولوجيا، على الصعيدين الوطني والمحلي.
كما عُرف بانخراطه في حركات احتجاجية مؤثرة، من بينها “حياة السود مهمة” (BLM) وحزب الاشتراكية والتحرير (PSL).
واقعة 2017.. حين واجه العمدة
ولعل أبرز تحركاته السياسية كانت مشاركته عام 2017 في تظاهرة أمام منزل عمدة شيكاغو آنذاك، رام إيمانويل، احتجاجًا على مقتل الشاب لاكوان ماكدونالد برصاص الشرطة.
حينها، تحدث رودريغيز عن وجود علاقة وثيقة بين سعي المدينة لجذب استثمارات كبرى مثل شركة “أمازون”، وبين ما وصفه بالعنصرية المؤسسية والتفاوت الاقتصادي.
حياته الخاصة.. موسيقى وروايات وثقافات متعددة
أما على الصعيد الشخصي، فبحسب موقع منظمة “صناع التاريخ”، كان رودريغيز يهوى قراءة الروايات وكتابتها، ويستمتع بالموسيقى الحية واستكشاف الأماكن الجديدة.
وكان يقيم في حي أفونديل بشمال غرب شيكاغو، وهو حي معروف بتنوعه الثقافي واحتضانه لمجتمعات مهاجرة متعددة.
ماذا بعد؟
حتى الآن، لم تعلن السلطات عن دافع واضح للجريمة، وما إذا كانت بدوافع أيديولوجية أو سياسية.
إلا أن خلفية رودريغيز ونشاطه في قضايا تتعلق بالعدالة الاجتماعية قد تفتح الباب أمام الكثير من الأسئلة، خاصة في ظل توقيت الحادث وارتفاع وتيرة التوتر السياسي المرتبط بالصراع في الشرق الأوسط.