ماذا حدث؟
في تحرك إنساني بارز يعكس موقف الفاتيكان الحازم تجاه الأزمة المتفاقمة في غزة، وجّه البابا ليو الرابع عشر، اليوم الأربعاء، نداءً عاجلًا لإسرائيل يدعو فيه إلى وقف فوري لإطلاق النار والسماح العاجل بإدخال المساعدات الإنسانية إلى القطاع المحاصر، واصفًا الوضع بأنه “أكثر ما يكون مدعاة للقلق والحزن”.
دعوة لرفع الحصار وإنهاء الحرب
وخلال عظته الأسبوعية التي ألقاها في ساحة القديس بطرس، قال البابا: “أجدد ندائي الحار للسماح بدخول المساعدات الإنسانية العادلة، وإنهاء الأعمال العدائية التي يدفع ثمنها الأبرياء من أطفال وشيوخ ومرضى”.
هذا الموقف القوي من رأس الكنيسة الكاثوليكية جاء بالتزامن مع إعلان إسرائيل، قبل يومين، أنها ستسمح بإدخال مساعدات إنسانية إلى غزة بعد حصار استمر 11 أسبوعًا.
لكن الأمم المتحدة كشفت أن المساعدات لم يتم توزيعها فعليًا حتى يوم أمس، مما دفع منظمات إنسانية لتوجيه انتقادات حادة.
“أطباء بلا حدود”: مساعدات غير كافية بشكل مثير للسخرية
منظمة “أطباء بلا حدود” اتهمت إسرائيل بالسماح بإدخال مساعدات “غير كافية بشكل مثير للسخرية”، مشيرة إلى أن هذا القرار يهدف فقط إلى تجنب الاتهامات بتجويع سكان القطاع، في حين أن الواقع على الأرض يُظهر أن الناس بالكاد يظلون على قيد الحياة.
استمرار لمواقف الفاتيكان ضد الحرب
ويُعد هذا النداء استمرارًا لموقف الفاتيكان الذي عبّر عنه البابا الراحل فرنسيس قبل وفاته في 21 أبريل، حيث انتقد بشدة الحملة العسكرية الإسرائيلية، وذهب إلى حد التساؤل علنًا عما إذا كان ما يحدث في غزة يرقى إلى مستوى الإبادة الجماعية.
وفي أول قداس له بعد توليه منصبه في 11 مايو، كان البابا ليو قد دعا إلى وقف إطلاق النار الفوري، والإفراج عن جميع الرهائن الإسرائيليين المحتجزين لدى حركة حماس، مما يعكس استمرار نهج الفاتيكان الداعي للحوار والسلام.
لماذا هذا مهم؟
التحرك الإنساني للبابا يأتي في وقت تشهد فيه إسرائيل عزلة متزايدة، خاصة بعد إعلان بريطانيا، أمس، تعليق محادثات التجارة الحرة مع تل أبيب، واستدعاء السفير الإسرائيلي في لندن على خلفية الوضع في غزة، في مؤشر واضح على تصاعد الضغوط الغربية.
وفي لفتة دبلوماسية تشير إلى رغبة محتملة في إصلاح العلاقات مع الفاتيكان، حضر الرئيس الإسرائيلي إسحاق هرتسوغ قداس تنصيب البابا الجديد، رغم امتناع تل أبيب سابقًا عن إرسال أي مسؤول رفيع لحضور جنازة البابا فرنسيس.
ماذا بعد؟
الرسائل القادمة من ساحة الفاتيكان لم تعد تحمل فقط الطابع الديني، بل باتت إشارات سياسية وإنسانية قوية في وجه الصمت الدولي، وسط معاناة مستمرة لأكثر من مليوني فلسطيني يعيشون في ظل الحصار والقصف.