ماذا حدث؟
في مشهد فلكي لافت، شهد كوكب الأرض اليوم، الثلاثاء 21 مايو، مرور كويكب صغير على مسافة قريبة للغاية، لكنه لم يمثل أي خطر حقيقي، وفقًا لما أكدته وكالة “ناسا” الأمريكية.
الكويكب الذي يحمل الرمز 2025 KF اقترب من الأرض بسرعة هائلة بلغت نحو 41,650 كيلومترًا في الساعة، ومرّ على بعد يُقدّر بـ 115 ألف كيلومتر، وهي مسافة تُعد قريبة جدًا من منظور فلكي، لكنها آمنة تمامًا.
عملية المرور هذه حدثت تحديدًا في تمام الساعة 5:30 مساءً بتوقيت غرينتش، أي 1:30 ظهرًا بتوقيت شرق الولايات المتحدة، وفقًا لما نقله موقع “سبيس” المتخصص.
حجم الكويكب ومصيره المحتوم
ورغم سرعة الكويكب ومساره القريب، إلا أن حجمه الذي يُقدّر بين 10 و23 مترًا “أي ما يعادل حجم منزل متوسط” جعله غير قادر على اختراق الغلاف الجوي للأرض، حيث يُرجّح العلماء أنه احترق بالكامل قبل أن يلامس السطح.
المرور المثير للكويكب تم رصده قبل أيام فقط من موعده، حيث جرى اكتشافه في 19 مايو الجاري على يد فريق فلكي يعمل ضمن مشروع MAP في صحراء أتاكاما بتشيلي، بحسب ما أعلنه مركز الكواكب الصغيرة.
وأشارت التقديرات إلى أن الكويكب اتخذ مسارًا قريبًا من القطب الجنوبي للأرض، قبل أن يواصل رحلته عبر مداره الطويل حول الشمس، ما يجعله حاليًا خارج دائرة الخطر.
ناسا تواصل مراقبة السماء
ومنذ بداية برنامجها لرصد الأجسام الفضائية القريبة عام 1998، وثقت ناسا ما يقرب من 40 ألف كويكب مروا بجوار الأرض، ويُصنّف نحو 4700 منها ضمن فئة “الخطيرة المحتملة”.
لكن، بحسب تأكيدات مركز دراسة الأجسام القريبة من الأرض، لا توجد مؤشرات على أن أياً منها سيصطدم بالأرض خلال المئة عام المقبلة.
لماذا هذا مهم؟
ما حدث مع الكويكب 2025 KF لا يُعد اختراقًا رقميًا من حيث المسافة، إذ لا يزال الرقم القياسي لأقرب مرور لكويكب بالأرض مُسجلاً باسم كويكب مرّ في عام 2020 على بُعد لا يتجاوز 2950 كيلومترًا فقط، أي ما يعادل ارتفاع طائرة مدنية.
ماذا بعد؟
على الرغم من اقتراب الكويكب من الأرض، فإن الحدث لم يكن إلا جزءًا من ظواهر فلكية متكررة، تُسلّط الضوء على الجهود العلمية المتواصلة لحماية كوكبنا عبر مراقبة دقيقة للسماء.