مبدأ ترامب في الصفقات.. وول ستريت جورنال تفصل عقلية الرئيس الأمريكي

#image_title #separator_sa #site_title

خلال جولته الأولى بالشرق الأوسط في ولايته الثانية، كشف الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عن نهج يُمكن تسميته “مبدأ ترامب”، وهو رؤية واقعية للسياسة الخارجية ترتكز على العلاقات التجارية وتسعى لتحقيق السلام والاستقرار دون التمسك بالمثالية الأمريكية.

في خطابه بالسعودية، أوضح ترامب أنه لا يهتم بنوع الحكومات طالما أرادت علاقات طيبة مع الولايات المتحدة، مفضلاً إبرام صفقات حتى مع الأعداء.

في تحليل لصحيفة وول ستريت جورنال فإن ترامب يرى أن المصلحة المشتركة في الازدهار يمكن أن تتغلب على الخلافات الأيديولوجية، متجاهلاً تعزيز القيم الأمريكية مثل الحرية والديمقراطية.

اختبار الشرق الأوسط

يخضع هذا المبدأ لاختبار في الشرق الأوسط، فقد استجاب ترامب لنصيحة ولي العهد السعودي محمد بن سلمان برفع العقوبات عن الحكومة الإسلامية الجديدة في سوريا، والتقى بأحمد الشرع، الجهادي السابق الذي يقود دمشق، واصفًا إياه بـ”الجذاب والقوي”.

هذه الخطوة- بحسب وول ستريت جورنال- مغامرة قد تؤتي ثمارها إذا نجحت في الحد من نفوذ إيران وروسيا في سوريا، وإذا استطاع الشرع موازنة تأثير تركيا ومنع تصعيد مع إسرائيل، مما قد يفتح بابًا لاستقرار المنطقة.

طموح نووي مع إيران

يمتد طموح ترامب إلى إبرام صفقة نووية مع إيران، حيث يغري النظام في طهران بوعود بالثروات التجارية مقابل التخلي عن طموحاته النووية.

لكن هذا النهج – بحسب وول ستريت جورنال- سبق أن فشل بسبب الأيديولوجية الثورية للنظام الإيراني، الذي يسعى لهيمنة شيعية إقليمية وتهديد إسرائيل.

إذا رفضت إيران العرض للحفاظ على قدراتها النووية، سيواجه ترامب، الذي يضع السلام فوق كل شيء، اختبارًا حاسمًا: هل ستكون صفقاته مع الخصوم حلولاً مؤقتة أم انتصارات استراتيجية طويلة الأمد؟ نتيجة هذه الصفقة قد تكشف أيضًا عن خططه للتعامل مع الصين.

خطأ في رفض المثالية

أكبر أخطاء ترامب- بحسب وول ستريت جورنال-  خلال الجولة كان هجومه غير الضروري على أسلافه، مدعيًا أن مدن الخليج المتلألئة مثل الرياض وأبوظبي هي نتاج جهودها الذاتية وليست بفضل “بانيي الأمم” أو “المحافظين الجدد” الذين أنفقوا تريليونات في كابول وبغداد دون نجاح.

هذا الهجوم، الذي استهدف بوضوح جورج دبليو بوش والرئيسين الديمقراطيين الأخيرين، يتجاهل أن حروب العراق وأفغانستان بدأت كرد فعل واقعي على هجمات إرهابية، وأن حماية أمريكا العسكرية مكنت دول الخليج من بناء مدنها.

هذا الخطاب يذكر بجولة الاعتذار الشهيرة لباراك أوباما في الشرق الأوسط.

درس من التاريخ

يشبه نهج ترامب، الذي يركز على الاستقرار والتقليل من التدخل- بحسب وول ستريت جورنال-  سياسة ريتشارد نيكسون للتهدئة خلال الحرب الباردة، التي تجاهلت الخلافات الأيديولوجية لتحقيق توازن القوى، لكن تلك السياسة فشلت لأن الاتحاد السوفيتي لم يكن مهتمًا بالاستقرار بل بنشر الشيوعية.

على النقيض، نجح رونالد ريغان في الفوز بالحرب الباردة بمزيج من الواقعية والمثالية الأمريكية، مع بناء قوة عسكرية ومواجهة الحقيقة بشأن قمع الحريات.

وترى وول ستريت جورنال أنه في سعيه لتحقيق الاستقرار، ينبغي لترامب ألا يتجاهل القيم الأمريكية، التي لا تزال تجذب الملايين إلى شواطئ الولايات المتحدة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *