ماذا بعد توقف الحملة الأمريكية ضد الحوثيين؟

ماذا بعد توقف الحملة الأمريكية ضد الحوثيين؟

ماذا يحدث؟

أنهى الرئيس الأمريكي دونالد ترامب عملية “راو رايدر” العسكرية ضد جماعة الحوثيين في اليمن يوم 6 مايو 2025، بعد 52 يومًا من القصف الجوي الذي شمل أكثر من ألف غارة.

جاء وقف الضربات بوساطة عُمانية، بشرط توقف الحوثيين عن مهاجمة السفن والطائرات الأمريكية، لكن الحوثيين كرروا تهديداتهم باستهداف السفن الإسرائيلية إذا انهارت هدنة غزة.

الحملة، التي كلفت حوالي مليار دولار وخسائر شملت ثماني طائرات مسيرة وطائرتي إف/إيه-18، هدفت إلى ردع الحوثيين عن تعطيل الملاحة في البحر الأحمر.

لكن الجماعة، التي تصور الاتفاق كـ”هزيمة أمريكية”، لم تتراجع عن موقفها الداعم لفلسطين، مما يثير تساؤلات حول فعالية العملية وتأثيرها على النفوذ الأمريكي.

لماذا هذا مهم؟

تُظهر الحملة وتوقفها توترات داخل إدارة ترامب، حيث عارض نائب الرئيس جيه دي فانس استمرارها، مشككًا في مصالح التجارة الأمريكية المباشرة.

الحوثيون، بدعم إيراني، أثبتوا صمودًا استثنائيًا، كما فعلوا خلال 20 عامًا من الصراع مع اليمن والسعودية، مما جعل استسلامهم مستبعدًا.

العملية نجحت في تدمير جزء كبير من قدراتهم الصاروخية والمسيّرة (حوالي 80% وفق بعض المصادر)، لكن هذه القدرات يمكن إعادة بنائها خلال عام إذا استمرت إيران في تهريب الأسلحة عبر البحر.

توقف الحملة قد يُفسر كتراجع أمريكي أمام خصم صغير، مما يرسل إشارة ضعف لمنافسين مثل الصين، أو كخطوة براغماتية لتجنب مستنقع عسكري، كما ترى النائبة مارجوري تايلور غرين عضوة مجلس النواب الأمريكي.

استمرار الحوثيين في السيطرة على صنعاء وميناء الحديدة يعزز قدرتهم على تعطيل الملاحة في البحر الأحمر، حيث أجبرت هجماتهم 70% من السفن التجارية على اتخاذ طريق رأس الرجاء الصالح.

ماذا بعد؟

توقف الحملة لا يعني نهاية الصراع، بل انتقالًا إلى استراتيجية طويلة الأمد، فالحوثيون سيستغلون الهدنة لإعادة التسلح والتجنيد، مستفيدين من سجلهم في استئناف الهجمات بعد الهدن.

بحسب تحليل لصحيفة ذا هيل، فإنه لمواجهة ذلك، ستقوم الولايات المتحدة بما يلي:

– دعم إسرائيل بالاستخبارات: تزويد إسرائيل بمعلومات مستهدفة لمواصلة ضربات “جز العشب” ضد قدرات الحوثيين الصاروخية.

– مراقبة مستمرة: استخدام طائرات مسيرة لمراقبة تحركات الحوثيين وتأكيد التزامهم بالهدنة.

– منع التسليح الإيراني: تعزيز المراقبة البحرية والبرية لقطع طرق تهريب الأسلحة من إيران عبر شرق اليمن وعُمان.

– إنشاء تحالف أمني: تشكيل مجموعة أمنية للبحر الأحمر بقيادة القيادة المركزية الأمريكية، تضم اليمن والسعودية ومصر وإسرائيل والإمارات وعُمان، لتوفير دفاع صاروخي مشترك.

– تعزيز الحكومة اليمنية: دعم الحكومة المعترف بها دوليًا لتطوير موانئ ومناطق غير خاضعة للحوثيين، مع تدريب قوات يمنية كقوة موازنة.

ويؤكد تحليل ذا هيل إنه إذا تخلت الولايات المتحدة عن اليمن، قد يعزز ذلك قوة الحوثيين ونفوذ إيران، مما يهدد استقرار قناة السويس وشراكات الخليج، وأن التحدي يكمن في إيجاد توازن بين الانسحاب الكامل والتدخل المكثف، من خلال استراتيجية تعتمد على التعاون الإقليمي لاحتواء الحوثيين ودعم عملية السلام السعودية في اليمن.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *