في الولايات المتحدة، يفارق الحياة 352 شخصًا كل ساعة، أي حوالي 8460 يوميًا، وفقًا لتقديرات “World Population Review”.
هذا التدفق المستمر للجثث يضع الأحياء أمام تحدٍ: كيف نودّع موتانا باحترام؟
التقليد يقتصر على الدفن أو الحرق، لكن طريقة جديدة وغريبة تُعرف بـ”الأكواميشن” أو التحلل القلوي برزت كبديل يُذيب الجثة بالماء والحرارة، تاركًا عظامًا مطحونة فقط.
تُروَّج هذه الطريقة كخيار “أخضر”، إذ تستهلك 80-90% طاقة أقل من الحرق التقليدي ولا تُطلق ثاني أكسيد الكربون.
من السماد إلى دور الجنائز
بدأت فكرة الأكواميشن عام 1888 كوسيلة لتحويل بقايا الحيوانات إلى سماد، ثم تبنتها الكليات الطبية في التسعينيات للتخلص من الجثث المتبرع بها.
في 2003، أصبحت مينيسوتا أول ولاية أمريكية تُشرّع استخدامها في دور الجنائز، لكن نقص المعدات أخر التنفيذ حتى 2006.
بحلول يناير 2025، أصبحت قانونية في 28 ولاية، لكنها لا تزال نادرة، إذ تُشكل أقل من 2000 حالة من مليوني عملية حرق سنويًا، حسب جمعية الحرق الأمريكية (CANA).
كيف تعمل؟
تُجرى الأكواميشن داخل أسطوانة معدنية مغلقة، حيث تُوضع الجثة في خليط من 95% ماء و5% مواد قلوية مثل هيدروكسيد البوتاسيوم.
يُسخن المزيج إلى 199-302 درجة مئوية تحت ضغط، مع تقليب خفيف يُذيب الأنسجة خلال 3-16 ساعة، تاركًا العظام التي تُجفف وتُطحن.
السائل الناتج، وهو معقم وخالٍ من الحمض النووي، يُصرف إلى أنظمة الصرف الصحي. يصفها فرانسيسكو ريفيرو، مدير جنائز في كاليفورنيا، بأنها “ولادة معكوسة”، حيث “تأتي بالماء وتعود بالماء”.
لماذا الأكواميشن مميزة؟
تُنتج الأكواميشن 20-30% أكثر من الرماد مقارنة بالحرق التقليدي، لأن العظام لا تُفقد، كما تسمح بترك أجهزة تنظيم ضربات القلب دون مخاطر الانفجار، مما يوفر التكاليف.
سعرها يُقارب الحرق التقليدي، لكنه أقل بكثير من الدفن. ورغم قبولها من طوائف مثل السكان الأصليين في هاواي، تواجه معارضة من الكنيسة الكاثوليكية في أمريكا التي لا تُصادق عليها.