ماذا حدث؟
في واقعة غير معتادة أثارت ضجة في الأوساط الإعلامية والسياسية، اتهم رئيس الأرجنتين خافيير ميلي أحد الصحفيين بالاعتداء عليه عمدًا، بعد أن ارتطم ميكروفون تابع لقناة معارضة بأنفه خلال خروجه من مركز اقتراع في العاصمة بوينس آيرس، عقب الإدلاء بصوته في انتخابات البرلمان المحلي.
الكاميرات ترصد الارتطام
كاميرات التلفزة وثقت لحظة الحادثة، حيث ظهر ميلي وهو يغادر مركز الاقتراع وسط حراسة مشددة، قبل أن يصطدم ميكروفون أحد مراسلي قناة (C5N)، المعروفة بمواقفها المعارضة لسياساته بأنفه، ما دفعه للتوقف فجأة وتوجيه اتهام مباشر للصحفي بضربه عمدًا.
الرئيس غاضب والصحفي ينفي: “لم أقصد ذلك”
ورغم أن الفيديو أظهر الموقف بشكل عابر، إلا أن ميلي اعتبر ما حدث “اعتداءً متعمداً”، وهو ما نفاه الصحفي بشكل قاطع، مؤكداً أن الاصطدام كان عرضياً ولم يكن مقصودًا بأي شكل.
عداء قديم بين ميلي والإعلام.. والصدام يتجدد
ليست هذه أول مرة يشتبك فيها الرئيس ميلي مع وسائل الإعلام.
فالرجل الذي لا يخفي عداءه العلني للصحافة المحلية، يوجّه انتقادات متكررة للقنوات والمواقع المعارضة، ويرفض عقد مؤتمرات صحفية رسمية، مفضلاً إجراء مقابلات انتقائية مع إعلاميين مقربين أو أجانب.
وكالة الأنباء الوطنية.. ضحية سابقة لسياسات ميلي الإعلامية
وفي مشهد يعكس هذا التوتر المستمر، أقدم ميلي العام الماضي على خطوة مثيرة للجدل بإغلاق وكالة الأنباء الوطنية “تيلام”، التي كانت تُعد من أقدم المؤسسات الإعلامية الرسمية في البلاد، بعدما عملت لنحو 80 عامًا.
القرار فُسّر حينها كجزء من استراتيجية لإسكات الأصوات المناهضة لسياساته.
ماذا بعد؟
رغم أن الواقعة قد تبدو بسيطة في ظاهرها، إلا أنها تفتح الباب مجددًا أمام تساؤلات أوسع حول علاقة الرئيس بالصحافة، واحتمال تصعيد التوتر بين السلطة ووسائل الإعلام في البلاد، في وقت تشهد فيه الأرجنتين مناخًا سياسيًا شديد الاستقطاب.