عودة قوية لمرض شلل الأطفال.. لماذا لم يستطع العالم القضاء عليه؟

عودة قوية لمرض شلل الأطفال

لماذا حدث؟

في 12 مايو 2025، أعلنت منظمة الصحة العالمية تفشي شلل الأطفال في بابوا غينيا الجديدة بعد اكتشاف الفيروس في مياه الصرف الصحي في مدينتي لاي وبور مورسبي.

السلالة المحددة هي فيروس شلل الأطفال المشتق من اللقاح من النوع الثاني، مشابهة وراثيًا لسلالة متداولة في إندونيسيا.

هذا الفيروس، الناتج عن الطفرات في اللقاح الفموي الذي يحتوي على فيروس مضعف، يمكن أن يسبب الشلل في مجتمعات ذات تغطية لقاحية منخفضة.

في بابوا غينيا الجديدة، حيث تصل نسبة التطعيم إلى 50% فقط مقارنة بالهدف العالمي 95%، تنتشر العدوى بسهولة بسبب سوء الصرف الصحي.

اللقاح الفموي، رغم فعاليته في تقليل انتقال الفيروس البري، يحمل مخاطر نادرة للتحور إلى شكل ممرض، وهذا التحدي يتفاقم في الدول الفقيرة التي تعاني من ضعف الوصول إلى الخدمات الصحية، مما يعيق الانتقال إلى اللقاح المعطل الذي لا يسبب هذه المشكلة.

لماذا هذا مهم؟

عودة شلل الأطفال تذكير صارخ بأن القضاء العالمي على المرض لا يزال بعيد المنال، فمنذ إطلاق مبادرة القضاء على شلل الأطفال عام 1988، انخفضت الحالات بنسبة 99%، لكن الفيروس لا يزال متوطنًا في باكستان وأفغانستان، بينما تسبب الفيروس المشتق من اللقاح في تفشي المرض في 39 دولة خلال 2023-2024.

انخفاض معدلات التطعيم بعد جائحة كوفيد-19، إلى جانب ضعف أنظمة الصحة العامة في دول مثل بابوا غينيا الجديدة، يزيد من مخاطر الانتشار العابر للحدود.

في أستراليا، حيث تبلغ التغطية اللقاحية 95%، انخفضت معدلات التطعيم مؤخرًا، مما يثير مخاوف من عودة المرض.

هذا التفشي يبرز الحاجة إلى تعاون دولي لتعزيز أنظمة الصحة، خاصة في المناطق المهمشة، لمنع الفيروس من استهداف الأطفال مرة أخرى.

ماذا بعد؟

ردت حكومة بابوا غينيا الجديدة بسرعة، مدعومة من منظمة الصحة العالمية ويونيسيف وأستراليا، بتنشيط خطة الطوارئ لشلل الأطفال. الاستراتيجية تشمل حملات تطعيم جماعية باستخدام اللقاح الفموي الجديد (nOPV2) الأقل عرضة للطفرات، وتعزيز المراقبة عبر فحص مياه الصرف، وتكثيف التواصل المجتمعي.

نجاح السيطرة على تفشي 2018، الذي شهد 26 إصابة، يوفر دروسًا قيمة لحملات هذا العام، ومع ذلك، يجب معالجة التحديات الهيكلية مثل نقص الموارد وانخفاض التغطية اللقاحية.

على المستوى العالمي، يتطلب القضاء على شلل الأطفال الانتقال الكامل إلى اللقاح المعطل واستثمارات في البنية التحتية الصحية.

أستراليا، التي تواجه مخاطر انتقال العدوى، يجب أن تعزز مراقبتها وتدعم بابوا غينيا الجديدة لمنع انتشار الفيروس، فهذا التفشي يؤكد أن الطريق إلى القضاء على شلل الأطفال يتطلب جهودًا عالمية منسقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *