قمة بغداد.. كيف طغت فلسطين وسوريا على كلمات القادة والزعماء؟

قمة بغداد

انطلقت في العاصمة العراقية بغداد، أعمال القمة العربية الرابعة والثلاثين، بمشاركة عدد من القادة والزعماء العرب وممثلين عن منظمات وهيئات دولية.

جاء ذلك وسط تركيز كبير على تطورات الأوضاع في فلسطين وسوريا، والملفات الأمنية والسياسية الشائكة في المنطقة.

العراق يتسلم رئاسة القمة

سلّمت البحرين رسميًا رئاسة الدورة 34 للعراق، حيث أعلن وزير الخارجية البحريني عبد اللطيف بن راشد الزياني دعم بلاده لخطة التعافي المبكر لإعمار غزة ووقف إطلاق النار، مشددًا على أهمية إدخال المساعدات الإنسانية.

كما عبّر الزياني عن ترحيب المنامة بخطوة رفع العقوبات الأميركية عن سوريا، ما يعكس تزايد التوجه العربي نحو دعم استقرار دمشق.

بدوره، أكد الرئيس العراقي عبد اللطيف رشيد، في كلمته، رفض العراق لسياسات الإملاءات والتدخلات الخارجية، داعيًا إلى احترام سيادة الدول العربية.

ووصف رشيد ما يتعرض له الفلسطينيون بأنه “إبادة جماعية ممنهجة”، مؤكدًا دعم بلاده لحقوق الشعب الفلسطيني ورفض أي محاولات للتهجير أو التوطين.

السوداني: فلسطين أولوية

رئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني ندد بالعدوان المستمر على غزة والانتهاكات اليومية للسيادة اللبنانية، وأكد دعم بلاده لوحدة اليمن، كما رحب بالمفاوضات الجارية بين الولايات المتحدة وإيران بشأن الملف النووي.

وأشار إلى رفض الهيمنة على الأراضي السورية، مجددًا دعم العراق لعملية انتقالية تحفظ حقوق جميع السوريين، كما ثمّن خطوة رفع العقوبات عن سوريا.

السيسي: أطالب ترامب بالضغط على إسرائيل

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي تصدّر المشهد بكلمة شاملة حذّر فيها من “الظروف غير المسبوقة” التي تحيط بالمنطقة، داعيًا إلى موقف عربي موحّد.

وأكد السيسي أن إقامة الدولة الفلسطينية المستقلة هي السبيل الوحيد للخروج من دوامة العنف، مضيفًا: “أطالب الرئيس الأميركي دونالد ترامب بالضغط على إسرائيل لتحقيق سلام دائم”.

كما شدد على أن إسرائيل تمارس حربًا شاملة ضد غزة “تتخذ من التجويع والتدمير سلاحًا في تحدٍّ صارخ للقانون الدولي”.

وأشار السيسي إلى تنسيق مصري قطري أميركي مستمر لضمان التوصل إلى وقف إطلاق نار دائم في القطاع، محذرًا من محاولات إسرائيل تحويل غزة إلى منطقة غير قابلة للحياة.

كما أكد أن استقرار لبنان مرهون بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم 1701، فيما دعا إلى استثمار رفع العقوبات عن سوريا لصالح تطلعات شعبها، وعودة الملاحة إلى طبيعتها في مضيق باب المندب والبحر الأحمر.

المغرب يفتح صفحة جديدة مع دمشق

وزير الخارجية المغربي ناصر بوريطة أعلن من على منبر القمة قرارًا لافتًا بإعادة فتح سفارة المملكة المغربية في العاصمة السورية دمشق، بعد إغلاق استمر منذ عام 2012.

وقال إن القرار يُجسّد دعم المغرب لتطلعات الشعب السوري في الأمن والوحدة والسيادة الوطنية، مشيرًا إلى أن هذه الخطوة “ستفتح آفاقًا أوسع للعلاقات الثنائية”.

وفيما يخص الحرب على غزة، شدد بوريطة على أن القانون الدولي يُنتهك بوحشية في القطاع، داعيًا إلى وقف الحرب فورًا وضمان وصول المساعدات الإنسانية، مع دعم مؤسسات السلطة الفلسطينية.

عباس: نطالب بإلزام حماس بتسليم السلاح للسلطة

الرئيس الفلسطيني محمود عباس أطلق مواقف حاسمة خلال كلمته في القمة، مؤكدًا أن ما يجري في غزة “يُقوّض فرص إقامة الدولة الفلسطينية ويُعرض القضية لمخاطر وجودية”.

عباس طالب بإطلاق خطة عربية موحدة لوقف العدوان الإسرائيلي، لكنه في الوقت ذاته دعا إلى “إلزام حركة حماس والفصائل بتسليم السلاح للسلطة الفلسطينية”، لتتمكن من بسط سيطرتها على القطاع.

وأضاف أن السلطة الفلسطينية مستعدة لإجراء انتخابات رئاسية وتشريعية فور توفر الظروف المناسبة، مؤكدًا على استمرار المساعي لتوحيد الصف الفلسطيني وإنهاء الانقسام.

أبو الغيط: لا أمن عربي دون مواجهة الأطماع

الأمين العام لجامعة الدول العربية، أحمد أبو الغيط، اعتبر أن رفع العقوبات عن سوريا سيمكّن شعبها من استشراف مستقبل أفضل. لكنه حذّر في الوقت ذاته من استمرار التدخلات الخارجية والأطماع الإقليمية، مؤكدًا أن الأمن القومي العربي لا يزال مهددًا. وانتقد سياسات إسرائيل “المتهورة” في غزة وسوريا ولبنان، كما أشار إلى أن الانقسامات الليبية والانفراد الحوثي بمقدرات اليمن تمثل تحديات كبرى.

رسائل دولية داعمة لفلسطين وإعادة الإعمار

من جانبه، دعا رئيس الوزراء الإسباني بيدرو سانشيز إلى وقف دوامة العنف في غزة، مطالبًا بضغط دولي على إسرائيل لوقف الهجمات.

وأكد التزام بلاده بدعم جهود السلام ووقف الكارثة الإنسانية، معلنًا أن مدريد ستستخدم كافة الوسائل القانونية للضغط على إسرائيل.

رئيس مفوضية الاتحاد الإفريقي، محمد علي يوسف، وصف القمة بأنها فرصة لتعزيز الشراكات، مدينًا ما وصفه بـ”الإبادة الجماعية” في غزة، ومثله فعل الأمين العام لمنظمة التعاون الإسلامي حسين إبراهيم طه الذي شدد على أهمية تفعيل الجهود لضمان حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم.

مواقف لبنانية ويمنية وسورية

رئيس الوزراء اللبناني نواف سلام تحدث عن انتهاكات إسرائيلية يومية، ودعا إلى فرض السيادة وحصر السلاح بيد الدولة، مشيرًا إلى أن رفع العقوبات عن سوريا سينعكس إيجابيًا على لبنان، كما شدد على ضرورة عودة اللاجئين السوريين ورفض تهجير الفلسطينيين أو توطينهم.

أما وزير الخارجية السوري، أسعد الشيباني، فأكد أن بلاده ترفض أي محاولة لاقتطاع أراضٍ سورية، وأنها بدأت خطوات جادة نحو التعافي الوطني، داعيًا إلى بناء دولة لكل السوريين بعيدًا عن الإقصاء.

ووصف رفع العقوبات الأميركية بأنه “خطوة مهمة” لإطلاق عملية إعادة الإعمار.

في السياق ذاته، دعا رئيس مجلس القيادة الرئاسي اليمني رشاد العليمي إلى تصنيف ميليشيا الحوثي كمنظمة إرهابية، مشددًا على دعم حل الدولتين ورفض تهجير الفلسطينيين، كما أكد رفض التدخلات في الشأن العربي.

الأردن والصومال: لا استقرار دون عدالة لفلسطين

رئيس الوزراء الأردني جعفر حسان وصف الحرب في غزة بأنها “وحشية” وستترك آثارًا تمتد لسنوات، مؤكدًا أن الشعب الفلسطيني يمثل أنموذجًا في الصمود.

وعبّر عن دعم الأردن لسيادة لبنان واستقرار سوريا.

أما الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود، فاعتبر القضية الفلسطينية اختبارًا لوحدة الصف العربي، مشيرًا إلى أن رفع العقوبات عن سوريا يمثل خطوة نحو الاستقرار.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *