ماذا حدث؟
في خطاب أمام الجنود الأميركيين بقاعدة العديد الجوية في الدوحة، كشف الرئيس الأميركي دونالد ترامب تفاصيل زيارة سرّية إلى العراق خلال ولايته الأولى، مؤكدًا أنه تلقى خلالها تحذيرات بأن حياته كانت في خطر، موضحًا أن قراره جاء لرغبته في لقاء جنرال ميداني والوقوف شخصيًا على أسباب تأخر حسم المعركة ضد تنظيم داعش.
قرار غير تقليدي
“لم أكن مقتنعًا بما يُقال لي في واشنطن”، قال ترامب، مشيرًا إلى استغرابه من قدرة تنظيم إرهابي على الصمود رغم الإمكانيات العسكرية الأميركية الضخمة، ليتابع: “قلت لهم: أريد أن أذهب بنفسي.. أريد أن أسمع الحقيقة من الميدان”.
ووصف ترامب ظروف الرحلة بأنها كانت أشبه بالمهمة العسكرية المعقدة، موضحًا أنه غادر في الثالثة صباحًا على متن طائرة “إير فورس ون”، لكن المفاجأة كانت بانتظاره فور صعوده.
“قالوا لي سيدي، لا بد من إطفاء جميع الأضواء وإسدال الستائر بالكامل، لأننا سنحلّق فوق مناطق معادية”، وأضاف: “لم أر شيئًا على الإطلاق.. لا أضواء، لا مسارات.. لا أعرف كيف تمكّن الطيارون من القيادة”.
جنرال واحد غيّر كل شيء
وفي العراق، التقى ترامب بالجنرال الذي أطلق عليه لقب “ريزن كين”، وطرح عليه سؤالًا مباشرًا: لماذا لم ننته من داعش حتى الآن؟.
ردّ الجنرال كان صادمًا وبسيطًا في الوقت نفسه، إذ قال: “أعطني الصلاحية الكاملة، وسأُنهي داعش في غضون ثلاثة أسابيع فقط”.
قيود معرقلة وخطة فعالة
كشف ترامب أن القيود على العمليات الجوية أجبرت الطائرات على الانطلاق من قواعد بعيدة، ما أضعف فاعلية الضربات. وبعد عودته إلى واشنطن، وافق فورًا على خطة الجنرال، مؤكدًا أن تنفيذها أسفر عن القضاء الكامل على “خلافة داعش”، خلافًا لما كان يُبلغه به في واشنطن.
هجوم مبطن على القيادات
وجّه ترامب انتقادات حادة لجنرالات واشنطن واصفًا إياهم بـ”عديمي الفائدة”، مقابل إشادته بالقيادات الميدانية التي قدّمت حلولًا فعالة.
يُذكر أن البيت الأبيض كان قد أعلن في ديسمبر 2018 عن زيارة مفاجئة للرئيس ترامب وزوجته ميلانيا إلى قاعدة “عين الأسد” في محافظة الأنبار غربي العراق، لتهنئة الجنود الأميركيين بمناسبة عيد الميلاد.
لكن ترامب اليوم يكشف للمرة الأولى عن كواليس تلك الزيارة التي ظلّت طي الكتمان.
لماذا هذا مهم؟
تُبرز الرحلة السرية حجم التهديدات التي واجهها ترامب، وتكشف عن عمليات جرت بعيدًا عن الإعلام، ما يثير تساؤلات حول شفافية إدارته، كما تؤكد حرصه على سلامة القوات الأميركية في بيئة خطرة.
ماذا بعد؟
تُعد هذه التصريحات تدخلًا غير معلن في الشأن العراقي، ما قد ينعكس سلبًا على العلاقات الأمريكية-العراقية، ويثير نقاشًا أوسع حول استراتيجية إدارة ترامب في الشرق الأوسط.