السودان تتصدر.. النزوح الداخلي يسجل أعلى رقم في التاريخ عام 2024

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في ظاهرة مقلقة تعكس حجم المعاناة الإنسانية، سجل العالم خلال عام 2024 رقمًا قياسيًا غير مسبوق في أعداد النازحين داخليًا، حيث كشف مركز رصد النزوح الداخلي في جنيف أن عدد هؤلاء ارتفع إلى 83.4 مليون شخص حتى نهاية العام، ما يمثل زيادة بنسبة 10% مقارنة بعام 2023، وأكثر من ضعف ما تم تسجيله قبل ست سنوات فقط.

نزوح بسبب الحروب.. وأرقام تنفجر

أوضحت البيانات أن 37.5 مليون شخص نزحوا داخل بلدانهم بسبب النزاعات المسلحة والعنف، وهو رقم غير مسبوق، بزيادة بلغت 6.5 مليون نازح خلال عام واحد فقط.

ولا تقتصر المأساة على النزاعات الحديثة فقط، فهناك ملايين يعيشون في حالة نزوح مزمنة منذ سنوات أو حتى عقود، في دول مثل سوريا، اليمن، وأفغانستان، بينما ساهمت أزمات متصاعدة في دول مثل هايتي، ميانمار، لبنان، وأوكرانيا في دفع الأرقام إلى مستويات قياسية جديدة.

السودان.. الأسوأ في العالم

وكانت السودان هي الدولة الأكثر تضررًا في هذا السياق، حيث احتضنت 11.6 مليون نازح داخلي، في أعلى رقم يتم تسجيله داخل دولة واحدة على الإطلاق، لتصبح بذلك بؤرة النزوح الداخلي العالمية الأولى لعام 2024.

كوارث الطبيعة.. الهروب هو الخيار الوحيد

لكن النزاعات لم تكن وحدها المحرك لهذه الكارثة البشرية. فقد تسببت الكوارث الطبيعية، من عواصف وأعاصير وزلازل، في 45.8 مليون حالة نزوح داخلي خلال عام واحد، وهو أعلى رقم سجله المركز منذ بدء توثيق الظاهرة في عام 2008.

وذكر التقرير أن أكثر من نصف هذه الحالات ناتجة عن العواصف في بنغلاديش، الصين، الفلبين، والولايات المتحدة، مشيرًا إلى أن بعض حركات النزوح تمت كجزء من جهود استباقية لإنقاذ الأرواح وتجنب الكوارث الأكبر.

أرقام قياسية أخرى.. وأزمة تتفاقم

وبينما عاد البعض إلى مناطقهم، فإن 9.8 مليون شخص ظلوا نازحين بسبب الكوارث الطبيعية حتى نهاية العام، وهو رقم قياسي جديد يعكس حجم الأزمة وتراكمها عبر السنوات.

لماذا هذا مهم؟

مديرة مركز رصد النزوح الداخلي، ألكسندرا بيلاك، علّقت على هذه الأرقام قائلة: “النزوح الداخلي يمسّ الفئات الأضعف بشكل مباشر، وما نراه ليس مجرد أزمة إنسانية عابرة، بل هو تحدٍ سياسي وتنموي بالغ الخطورة، ولا يحظى بالاهتمام الذي يستحقه”.

ماذا بعد؟

وسط هذا المشهد الكارثي، يبقى الملايين عالقين في دوامة النزوح، يعانون من التهجير داخل أوطانهم، في انتظار حل لا يبدو قريبًا.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *