وباء خفي بعد كورونا.. ألمانيا تدق ناقوس الخطر

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

فيما يبدو أن العالم لم يتعافَ بعد من تبعات جائحة كورونا، بدأت أصوات طبية في ألمانيا تُحذر من خطر جديد لا يقل خطورة، لكنه أكثر خفاءً، إنه “التعب المزمن ME/CFS”، الذي بات يُوصف بأنه الوباء القادم بعد كوفيد-19.

أعداد تتضاعف.. والشباب في دائرة الخطر

في ألمانيا، تتزايد أعداد المصابين بشكل غير مسبوق. التقديرات تشير إلى نحو 600 ألف شخص يعانون من هذه المتلازمة، نصفهم تقريبًا ظهرت أعراضهم بعد الإصابة بكورونا.

الأكثر إثارة للقلق أن غالبية المصابين من فئة الشباب، الذين وجدوا أنفسهم فجأة خارج الدراسة والعمل، وعاجزين حتى عن مغادرة الفراش.

إرهاق لا يزول ونوم بلا راحة

تُعرف المتلازمة بأنها حالة مرضية مُزمنة يصاحبها إنهاك بدني وعقلي شديد، لا يخف حتى مع النوم أو الراحة.

كما تشمل أعراضًا أخرى مثل اضطراب النوم، ضعف التركيز، تدهور الذاكرة، وتفاقم الأعراض بعد أي مجهود، ولو كان بسيطًا. إنها ليست مجرد “كسل”، بل شلل مؤقت للحياة اليومية.

“كوفيد الطويل”.. البوابة الخلفية للمرض

الأطباء يرون علاقة وثيقة بين متلازمة التعب المزمن و”كوفيد الطويل”، حيث تظهر الأعراض بعد أسابيع أو أشهر من التعافي الظاهري من كورونا.

وهنا يكمن الخطر الحقيقي، ما يبدو شفاءً قد يكون بداية لمعاناة طويلة وصامتة لا يعلمها إلا من عاشها.

نقص التشخيص وغياب التدريب الطبي

المأساة الأكبر أن آلاف المرضى لا يحصلون على التشخيص الصحيح.

كثير من الأطباء لا يمتلكون خلفية كافية عن المرض، لغيابه عن المناهج الدراسية في كليات الطب.

وهذا النقص دفع مستشفى “شاريتيه” في برلين إلى تنظيم مؤتمر دولي خاص، اليوم الاثنين، بالتزامن مع اليوم العالمي لمتلازمة التعب المزمن، بحضور أطباء وباحثين من أنحاء العالم.

ماذا بعد؟

رغم كل ما تحقق من تقدم طبي، لا يزال هذا المرض يُحاط بالغموض. لا اختبارات دقيقة، ولا علاج شافٍ، ولا أدوية متخصصة.

كل ما يملكه الأطباء اليوم هو بروتوكولات للتخفيف من حدة الأعراض ومساعدة المريض على التأقلم مع حالته.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *