ماذا حدث؟
رغم الهدوء المؤقت، ما زالت كشمير، تلك المنطقة المتنازع عليها بين الهند وباكستان، والتي لا يكاد يخفت فيها صوت الرصاص حتى يعود أكثر ضجيجًا تغلي تحت قشرة هشّة، فرائحة البارود لم تغادر أجواءها.
الجولة الأخيرة من التصعيد كانت عنيفة وسريعة، لكن اللافت أن الطرفين تسابقا لإعلان النصر، بينما اختفت الخسائر خلف شعارات الانتصار والاحتفال.
نصر على الورق.. وخسائر على الأرض
عقب وقف إطلاق النار برعاية أميركية، أعلنت الهند أن باكستان خضعت، واعتبر وزير دفاعها راجناث سينغ، أن العملية وجهت رسالة صارمة للإرهابيين.
وفي المقابل، احتفلت باكستان بما وصفه شهباز شريف رئيس وزرائها، بـ”الإنجاز العسكري التاريخي”، مشيدًا بسلاح الجو الذي “أسكت المدافع الهندية في ساعات”.
ضربات متبادلة.. وحقائق متضاربة
وراء الاستعراض الكلامي، تكشف الوقائع صورة أكثر قتامة؛ فباكستان أعلنت إسقاط 5 طائرات هندية بينها 3 من طراز “رافال”، وأكد مصدر فرنسي لشبكة “سي إن إن” سقوط واحدة على الأقل، بينما ترفض الهند الاعتراف بذلك.
وفي المقابل، عرضت نيودلهي صورًا لأضرار في قواعد باكستانية، قالت إنها نتيجة “ضربات دقيقة” نفذتها بنجاح.
تدخل أميركي مفاجئ يجمّد التصعيد
التصعيد الخطير الذي شهد تبادل ضربات مؤلمة بين قوتين نوويتين، بدا وكأنه يقترب من الانفجار الكامل، لولا إعلان مفاجئ لوقف إطلاق النار نُشر عبر منصة “تروث سوشيال” التابعة للرئيس الأميركي دونالد ترامب.
تدخلٌ وصفه مراقبون بأنه كان حاسمًا لمنع انزلاق الأمور إلى حرب شاملة.
ولاحقًا، كشف وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو ونائب الرئيس جي دي فانس، عن اتصالات عاجلة أجرياها مع القيادات الهندية والباكستانية لفرض حالة من التهدئة.
محادثات عسكرية مرتقبة.. وهدوء حذر
يستعد قادة الجيش في الهند وباكستان لعقد اجتماع اليوم الإثنين لبحث الخطوات المقبلة، بعد أعنف قتال بينهما منذ نحو 30 عامًا، وفقًا لـ”رويترز”.
وذكرت وسائل إعلام هندية أن “الليلة الماضية مرت بهدوء في جامو وكشمير”، فيما أُلغيت أوامر إغلاق 32 مطارًا كانت خاضعة لتأمين عسكري.
وكانت الشرارة الأولى لهذا الانفجار بدأت في 22 أبريل، حين تعرض موقع سياحي في الشطر الهندي من كشمير لهجوم مسلح راح ضحيته 26 شخصًا.
الهند حمّلت جماعة “عسكر طيبة” مسؤولية الهجوم، بينما نفت باكستان أي علاقة لها به، وطالبت بتحقيق دولي مستقل.
ماذا بعد؟
وعلى الرغم من حالة الهدوء المؤقت، إلا أن كل المؤشرات تُظهر أن جذور الأزمة باقية، وأن الهدنة الحالية ليست سوى استراحة في صراع مزمن، قد يُستأنف في أي لحظة وبصورة أشد عنفًا.