نسخ رقمية من العارضات الحقيقيات.. ثورة جديدة في إعلانات الأزياء

نسخ رقمية من العارضات الحقيقيات.. ثورة جديدة في إعلانات الأزياء

ماذا حدث؟

في مارس 2025، أعلنت H&M، عملاق الأزياء السريعة السويدي، عن خطة لإنشاء “توائم رقمية” لـ30 عارضة حقيقية باستخدام الذكاء الاصطناعي، بالتعاون مع شركة التكنولوجيا السويدية Uncut، وفقًا لتقرير “The Business of Fashion”.

هذه التوائم، التي تُستخدم في منشورات وسائل التواصل الاجتماعي والحملات الإعلانية، تُصمم كبديل مرن ومنخفض التكلفة للعارضات البشريات، مع الاحتفاظ بحقوق العارضات على صورهن الرقمية وتعويضهن بنفس طريقة استخدام صورهن التقليدية.

أثارت هذه المبادرة ردود فعل متباينة، فعلى سبيل المثال، وصفت العارضة ماتيلدا جفارلياني توأمها الرقمي بأنه “مثلي، لكن بدون إرهاق السفر”، بينما اعتبرت المؤثرة الأمريكية مورجان ريدل الخطوة “مخزية”، مشيرة إلى تأثيرها السلبي على وظائف العاملين في جلسات التصوير.

كما تبنت علامات تجارية أخرى، مثل Levi Strauss & Co. وMango، تقنيات مماثلة، حيث استخدمت Mango في يوليو 2024 صورًا مولدة بالذكاء الاصطناعي لحملة مجموعة محدودة للمراهقات.

ومع ذلك، أثارت هذه الخطوات انتقادات من نقابات مثل Equity في المملكة المتحدة ومنظمة Model Alliance، التي حذرت من تهديد الوظائف وعدم وضوح معايير التعويض والموافقة.

لماذا هذا مهم؟

تشير هذه التطورات إلى تحول جذري في صناعة الأزياء التي تبلغ قيمتها 2.5 تريليون دولار، وفقًا لـ”The Business of Fashion”.

توفر النسخ الرقمية مزايا تشغيلية كبيرة، مثل تقليل تكاليف الإنتاج وتسريع تطوير الحملات، مما يسمح للعلامات التجارية بإنتاج محتوى بصري بسرعة ودقة عالية.

كما أنها تتيح تجارب تسوق مخصصة، مثل عرض الملابس على أجسام رقمية متنوعة، مما يعزز رضا العملاء وولاء العلامة التجارية.

بحسب “The Conversation”، يُتوقع أن ينمو سوق المؤثرين الافتراضيين، الذي قُدر بـ24 مليار دولار في 2024، إلى 32 مليار دولار في 2025، مع بروز التوائم الرقمية كأداة رئيسية لاستهداف الجيل Z والمستهلكين المهتمين بالتكنولوجيا.

ومع ذلك، تثير هذه التقنية تحديات أخلاقية وقانونية.

أولاً، هناك مخاوف من تقليص فرص العمل للعارضات والعاملين في جلسات التصوير، مثل المصورين وفناني الماكياج، كما أشار تقرير “BBC”.

ثانيًا، تُعرض الشفافية للخطر إذا لم يتم الكشف بوضوح عن استخدام الصور المولدة بالذكاء الاصطناعي، مما قد يقوض ثقة المستهلكين التي تعتمد على الأصالة.

ثالثًا، قد تؤدي التخصيصات التي يوفرها الذكاء الاصطناعي إلى تعزيز التحيزات أو خلق “وهم الشمولية” دون تمثيل حقيقي للتنوع، كما حذرت “Associated Press”.

أخيرًا، تظل القوانين المتعلقة بحقوق الصورة والملكية الفكرية غير واضحة، مما يزيد من مخاطر استغلال صور الأفراد دون موافقة صريحة.

ماذا بعد؟

من المرجح أن تستمر هذه الثورة الرقمية في إعادة تشكيل صناعة الأزياء، لكن نجاحها يعتمد على معالجة التحديات الأخلاقية والقانونية.

وتشير توقعات المحللين، مثل آنسلي ويليامز من Ogilvy، إلى أن رد فعل محتمل قد يدفع العلامات التجارية الفاخرة إلى التركيز على القصص العاطفية والمحتوى البشري غير المثالي للحفاظ على الأصالة.

في النهاية، ستحتاج صناعة الأزياء إلى تحقيق توازن بين الابتكار التكنولوجي والحفاظ على الإبداع البشري لضمان استدامة هذه الثورة دون التضحية بالوظائف أو الثقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *