ماذا حدث؟
في فجر الأربعاء، 7 مايو 2025، دوّت صافرات الإنذار في سماء كشمير، حيث شنت الهند غارات جوية دقيقة، أطلقت عليها اسم “عملية سندور”، استهدفت تسعة مواقع وصفتها بـ”البنية التحتية الإرهابية” في باكستان وكشمير الخاضعة لإدارتها.
جاءت هذه العملية رداً على هجوم إرهابي في بهالغام بكشمير الهندية في 22 أبريل، أودى بحياة 26 مدنياً، معظمهم سياح هنود.
استخدمت الهند صواريخ متطورة وطائرات مسيرة، مع تجنب الأهداف العسكرية الباكستانية، لتؤكد أن الضربات “محدودة وغير تصعيدية”.
اتهمت الهند جماعة “جبهة المقاومة”، المرتبطة بـ”لشكر طيبة” الباكستانية، بالهجوم، بينما نفت باكستان أي تورط، مؤكدة أن الضربات أصابت مناطق مدنية، مخلفة 8 قتلى وعدداً من الجرحى.
ردت باكستان بقصف مدفعي عبر خط السيطرة، وأعلنت إسقاط طائرات هندية، مما أشعل شرارة توتر غير مسبوق بين القوتين النوويتين.
لماذا هذا مهم؟
يضع هذا التصعيد الهند وباكستان، اللتين تمتلكان ترسانتين نوويتين (164 رأساً للهند و170 لباكستان)، على حافة هاوية قد تهدد الاستقرار العالمي.
يقول الخبير الاستراتيجي، اللواء أحمد شوقي الحفني إن الصراع الحالي قد يعيد إحياء نزاع كشمير المزمن، حيث تتبادل الدولتان الاتهامات: الهند تتهم باكستان بدعم الإرهاب، مستشهدة بحوادث مثل هجوم مومباي 2008، بينما تصف باكستان الهجمات بأنها مقاومة لـ”الاحتلال الهندي”.
وأوضح الحفني، في تصريح خاص لـ”بريفلكس”، أن الكشميريين يدفعون الثمن في كل صراع، إذ شهدت كشمير الهندية موجة من المضايقات والاعتقالات عقب الهجوم.
واستبعد الحفني أن يتحول الصراع إلى حرب نووية، مؤكدًا أنه سيظل في دائرة العملية الصغيرة حتى تتدخل دول نافذة على الساحة الدولية للتوسط للتهدئة بين الطرفين، مؤكدًا أنه رغم الضغط الدبلوماسي الأمريكي والسعودي، فإن انشغال إدارة ترامب بأزمات أخرى قد يقلل من فعالية الوساطة.
ويضيف الحفني بعدًا سياسيًا للأزمة، فيقول إن رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي يواجه ضغوطاً لاستعادة مصداقية وعده بأمن كشمير، بينما يسعى الجيش الباكستاني لتعزيز شرعيته كحامٍ للأمة، وبالتالي فإن كل طرف يحاول أن يخرج من هذه الجولة بعدما حقق بعض الانتصارات.
اقتصادياً، لا تتأثر الهند، القوة الصاعدة، كثيراً بالتوتر بفضل اتفاقيات تجارية مثل تلك مع بريطانيا (6 مايو 2025)، لكن باكستان، الهشة اقتصادياً، تعرض طموحاتها الاستثمارية للخطر.
إقليمياً، يهدد التصعيد بتأثيرات سلبية على دول جنوب آسيا، مثل بنغلاديش وسريلانكا، ويعرقل استراتيجية واشنطن في المحيط الهادئ، حيث تُعد الهند ركيزة لمواجهة الصين.
ماذا بعد؟
تتوقف مسارات التصعيد على قدرة الطرفين على ضبط النفس، فالتاريخ يشير إلى احتمال تهدئة سريعة، حيث تحد القدرات النووية والضغوط الدولية من الحرب الشاملة.
أما السيناريو الأرجح هو تصعيد محدود لأيام، يتبعه حوار عبر قنوات خلفية، لكن سوء التقدير قد يؤدي إلى اشتباكات أوسع، مع احتمال نووي ضئيل نظراً لتكاليفه الكارثية.
لتجنب التصعيد، يُوصى الحفني بتعزيز الوساطة الدولية، وفتح حوار حول إعادة التفاوض على معاهدة مياه السند كمدخل للتعاون.