ماذا حدث؟
في 15 أبريل 2023، دخل السودان في حرب أهلية مدمرة بين القوات المسلحة السودانية بقيادة الفريق عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو (حميدتي)، وتحولت الحرب من صراع على السلطة إلى كارثة إنسانية.
أودت الحرب بحياة أكثر من 150,000 شخص، وشردت 14 مليونًا، بما في ذلك 10.7 مليون نازح داخلي و3.3 مليون لاجئ.
بدأت محادثات السلام، مثل محادثات جدة (مايو 2023) برعاية السعودية والولايات المتحدة، وجنيف (يناير 2024) بقيادة الأمم المتحدة، والبحرين (مارس 2024)، لكنها انهارت بسبب مقاومة القوات المسلحة، المدعومة بحلفاء إسلاميين من حزب المؤتمر الوطني المنحل.
رفضت القوات المسلحة إشراك المدنيين وخرقت الهدن، متمسكة بالتفوق العسكري على الوساطة، مما أطال أمد الصراع وعمّق الأزمة.
لماذا هذا مهم؟
تُعد الحرب الأهلية في السودان كارثة إنسانية وسياسية ذات تداعيات إقليمية وعالمية.
وتمتد جذور الحرب في السودان إلى تاريخ مضطرب من الانقلابات والحروب الأهلية منذ الاستقلال في 1956، وقد تفاقمت بحكم عمر البشير (1989-2019)، الذي عزز النفوذ الإسلامي داخل القوات المسلحة.
فشل محادثات السلام يكشف عن عقبات هيكلية: استبعاد الأصوات المدنية، وانتهاكات الهدن، وتدخلات أجنبية، مما جعل السودان ساحة حرب بالوكالة.
مقاومة القوات المسلحة، بدعم الفصائل الإسلامية، أعاقت إدماج قوات الدعم السريع في الجيش، وهو شرط أساسي للانتقال الديمقراطي بعد ثورة 2019.
ماذا بعد؟
بدون تدخل حاسم، يواجه السودان خطر الغرق في حرب لا نهائية، مشابهة لسوريا أو الصومال.
ولذلك ينصح الخبراء بما يلي:
– حوار شامل: توسيع المحادثات لتشمل القوى المدنية، كما في نموذج ليبيريا (2003)، مع ضمان تمثيل نسائي وشبابي.
– نزع السلاح وإعادة الإدماج: معالجة مخاوف القوات المسلحة عبر برامج إعادة دمج قوات الدعم السريع، بإشراف إقليمي.
– وساطة أفريقية: تعزيز دور الاتحاد الأفريقي وإيغاد في قيادة مفاوضات محايدة، مع دعم الأمم المتحدة.
– عقوبات مستهدفة: فرض عقوبات على القادة المتورطين في الحرب، مع تحقيقات المحكمة الجنائية الدولية في جرائم الحرب.
– تمويل إنساني: تلبية نداء الأمم المتحدة بـ4.2 مليار دولار لدعم النازحين واللاجئين، مع تخصيص 1.8 مليار دولار لدول الجوار.
إذا استمر الجمود، فقد يتحول السودان إلى دولة فاشلة، مما يزيد الفوضى الإقليمية، والحل يكمن في حوار جريء يوازن بين المصالح العسكرية والمدنية، مدعومًا بضغط دولي وإرادة أفريقية لإنقاذ أمة على حافة الهاوية.