بعد اتفاقية المعادن.. ما مصير الحرب في أوكرانيا؟

ترامب وزيلينسكي

ماذا حدث؟

في 30 أبريل 2025، وقّعت الولايات المتحدة وأوكرانيا اتفاقية اقتصادية طال انتظارها، تركز على الوصول إلى الموارد الطبيعية الأوكرانية، بما في ذلك المعادن الحيوية، وتمويل إعادة إعمار البلاد.

جاءت الصفقة بعد مفاوضات شاقة، شابتها توترات، بما في ذلك لقاء متوتر في فبراير بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي.

الاتفاقية، التي أُبرمت بهدوء، تؤسس صندوق استثمار مشترك بنسبة 50-50، تحتفظ بموجبه أوكرانيا بملكية مواردها ويُستثمر في مشاريع إعادة الإعمار.

على عكس المسودات الأولية التي طالبت بملكية أمريكية جزئية وسداد مساعدات سابقة، تضمن الاتفاق شروطًا متوازنة، مع إشارات إلى مساعدات عسكرية أمريكية جديدة، بما في ذلك أنظمة دفاع جوي.

وافق ترامب على تصدير أسلحة بقيمة 50 مليون دولار، وهي أولى التزاماته العسكرية منذ توليه المنصب.

لماذا هذا مهم؟

هذه الاتفاقية ليست مجرد صفقة اقتصادية، بل خطوة جيوسياسية ذات أبعاد عميقة، نذكر منها:

أولًا، تعزز التزام الولايات المتحدة بأوكرانيا، مانحة ترامب مصلحة ملموسة في بقائها كدولة آمنة واقتصاديًا قابلة للحياة، كما يرى جون هيربست الباحث بمركز أوراسيا، وهذا يعطي واشنطن حصة أكبر في استقرار أوكرانيا، خاصة مع استثمارات في المعادن الحيوية التي تقلل الاعتماد على الصين.

ثانيًا، ترسل رسالة إلى روسيا، التي عارضت بشدة تقديم أسلحة إضافية لكييف، كما يشير هيربست.

ثالثًا، تُظهر مرونة أوكرانيا التفاوضية، حيث رفضت شروطًا استعمارية سابقة، مما عزز موقفها كشريك متساوٍ.

ومع ذلك، فإن الشروط القاسية قد تثير معارضة في البرلمان الأوكراني، مما يهدد استدامة الصفقة.

كما أن المعادن، كما يوضح ريد بلاكمور نائب مدير مركز الطاقة العالمي بالمجلس الأطلسي، تحتاج سنوات للوصول إلى الأسواق، خاصة مع سيطرة روسيا على مناطق غنية بالموارد.

ماذا بعد؟

الاتفاقية لا تُنهي الحرب، لكنها تُعيد تشكيل ديناميكياتها، فعلى المدى القريب، قد تُعزز الدعم العسكري الأمريكي، كما تقول يوليا سفيريدينكو نائبة رئيس الوزراء ووزيرة الاقتصاد الأوكرانية، مع اعتبار مساعدات مثل أنظمة الدفاع الجوي استثمارات في الصندوق.

هذا يمنح أوكرانيا أدوات للصمود أمام الهجمات الروسية، لكنه لا يضمن السلام، إذ ترفض موسكو وقف إطلاق النار وتطالب بالأراضي المحتلة.

على المدى الطويل، يعتمد نجاح الصفقة على تصديق البرلمان الأوكراني، الذي قد يشهد جدلًا سياسيًا، لكن حزب زيلينسكي يملك أغلبية قوية.

جيوسياسيًا، قد تدفع الاتفاقية ترامب للضغط على روسيا عبر عقوبات جديدة أو دعم عسكري، لكن نجاح مفاوضات السلام يبقى بعيدًا دون تنازلات روسية كبيرة.

أوكرانيا، بفضل هذه الصفقة، تقف أقوى، لكن الحرب مستمرة، ومستقبلها يتوقف على توازن القوى.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *