البرهان يُشعل الغضب: “المجد للبندقية”.. فهل ماتت ثورة الساتك؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في خطاب جماهيري ببورتسودان فجر الثلاثاء، فجّر عبد الفتاح البرهان غضبًا واسعًا بإعلانه نهاية “التغيير السلمي” وتلويحه بالبندقية كخيار وحيد لإنقاذ السودان، ساخرًا من شعار “المجد للساتك” ومؤكدًا أن “المجد أصبح للبندقية وحدها”، في دلالة على أن مستقبل البلاد مرهون بالسلاح فقط.

ثورة “الساتك” في مواجهة البندقية

أثار التصريح غضب الشارع السوداني، خاصة لجان المقاومة والقوى الشبابية التي قادت ثورة 2019 ضد البشير، معتبرين حديث البرهان تقليلًا من تضحياتهم واستهزاءً برمز نضالهم الأشهر “الساتك”؛ الإطارات المحترقة التي شكّلت متاريس أعاقت قوات الأمن، وتحولت إلى شعار لصمودهم السلمي: “المجد للساتك”.

ردود غاضبة وحملة إلكترونية واسعة

اشتعلت منصات التواصل بعد خطاب البرهان، إذ أطلق آلاف المستخدمين حملة دفاعًا عن رمزية “الساتك” ورفضًا لما اعتبروه تحريضًا على الحرب وتقويضًا لثورة ديسمبر، حتى تصدّرت عبارة “المجد للساتك” الترند، مع إعادة نشر صور وفيديوهات من الاحتجاجات.

الغضب تجاوز النشطاء إلى قادة سياسيين، فرئيس حزب المؤتمر السوداني اعتبر التصريحات “سقوطًا للقناع” عن حرب هدفها السلطة لا الوطن، بينما كتب ياسر عرمان، رئيس الحركة الشعبية – التيار الثوري: “المجد للساتك، نعم لثورة ديسمبر، ولا لحرب أبريل”.

ميدان النضال.. من الاحتجاجات إلى البنادق

اللافت أن بعض شباب الثورة الذين هتفوا سابقًا بـ”المجد للساتك” حملوا السلاح لاحقًا إلى جانب الجيش ضد “الدعم السريع” دفاعًا عن الوطن، لكن كثيرين منهم رفضوا استهانة البرهان بأدوات الثورة السلمية، مؤكدين أن “الثورة بدأت بالساتك، ولن تنتهي بالبندقية”.

لجان المقاومة: “لا صوت يعلو فوق صوت المتاريس”بيانات لجان المقاومة من مناطق مختلفة جاءت غاضبة.

تنسيقية لجان مقاومة الديوم الشرقية قالت إن البرهان “نسف نضال الشعب الذي أوصله للسلطة”، بينما وصفت لجان أم درمان خطابه بأنه “استهزاء صريح بثورة الشعب”.

أما لجان مقاومة صالحة، فشدّدت: “لا صوت يعلو فوق صوت المقاومة، ولا شيء يعلو على اللساتك والمتاريس”.

ذاكرة الثورات.. الساتك كأداة للتاريخ

إطارات السيارات لم تكن وسيلة عشوائية، بل رافقت السودانيين في كل ثوراتهم ضد الحكم العسكري، من أكتوبر 1964 إلى ديسمبر 2018، لتتحول رمزية “الساتك” إلى جزء من الذاكرة الجمعية، تمامًا كـ”نشيد المتاريس” للفنان الراحل محمد الأمين، الذي مجّد فيها تضحيات الثوار ومتاريسهم.

ماذا بعد؟

خطاب البرهان لم يكن عابرًا، بل إعلان بانتهاء السلمية واستمرار الحرب، بينما يرد الشارع الثائر المتمسك بالساتك: “نحن الثورة.. ونحن القوة”. فهل تمحو البندقية ذاكرة الشارع؟ أم يبقى المجد للساتك؟

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *