ماذا حدث؟
في تطور قانوني مثير يُسلط الضوء على مخاطر استخدام الذكاء الاصطناعي دون ضوابط، وجّه ناشط سياسي أميركي ضربة قوية لشركة “ميتا” العملاقة، بعد أن رفع دعوى قضائية ضدها بتهمة التشهير، مؤكدًا أن روبوت دردشة تابع لها نسب إليه تصريحات وأفعالًا لم يرتكبها قط.
روبوت ميتا يتهم ناشطًا بالشغب في الكونغرس
الناشط المحافظ روبي ستاربك، المعروف بآرائه الحادة ضد برامج “التنوع والمساواة والشمول” في الشركات الأميركية، فوجئ باتهامات صادمة منسوبة له عبر روبوت ذكاء اصطناعي تابع لـ”ميتا”، تتهمه بالمشاركة في اقتحام مبنى الكابيتول في السادس من يناير 2021، وهي أحداث لا تزال تُلقي بظلالها الثقيلة على المشهد السياسي الأميركي حتى اليوم.
كذبة مصنوعة بالذكاء الاصطناعي
بداية القصة كانت في أغسطس 2024، حين كان ستاربك ينتقد علنًا شركة “هارلي ديفيدسون” بسبب تبنيها سياسات اعتبرها “استيقاظًا ثقافيًا”. ويقول ستاربك إنه فوجئ بقيام إحدى الوكالات التجارية بنشر لقطة شاشة لتصريحات مفبركة صادرة عن روبوت دردشة تابع لشركة ميتا، تتهمه زورًا بالتورط في أحداث الشغب الشهيرة.
وفي منشور عبر منصة “إكس”، قال ستاربك: “لم أصدق ما قرأته، ظننتها مزحة أو تلاعبًا، لكن حين تحققت من مصدر الادعاء، وجدت أن الذكاء الاصطناعي نفسه هو من اختلق القصة بالكامل، والأسوأ أن ما وجدتُه كان أبشع مما نُشر”.
تهديد للسمعة والأمان الشخصي
وبحسب نص الدعوى، يؤكد ستاربك أن هذه المعلومات المضللة لم تضر فقط بصورته العامة، بل أصبحت تهدد سلامة أسرته، نتيجة لحملة من الاتهامات التي تلقاها على وسائل التواصل الاجتماعي بناءً على هذه الادعاءات الملفقة.
ويضيف: “منذ تلك اللحظة، وأنا أواجه سيلًا من الهجمات والافتراءات، وكلها تستند إلى أكاذيب خرجت من أداة يُفترض أنها تكنولوجية ذكية، لكنها افتقرت إلى أبسط معايير الدقة والمسؤولية”.
لماذا هذا مهم؟
تسلّط هذه القضية الضوء على إشكالية متنامية تتعلق بمسؤولية الشركات الكبرى عن المحتوى الذي تُنتجه أدواتها المدعومة بالذكاء الاصطناعي، خصوصًا مع تصاعد الاعتماد على هذه التقنيات في قطاعات الإعلام، التعليم، وحتى السياسة.
وتفتح الدعوى الباب أمام جدل قانوني وأخلاقي واسع: من يتحمّل المسؤولية حين يخطئ الذكاء الاصطناعي؟ هل تقع اللائمة على الشركة المطوّرة؟ أم أن الوقت قد حان لسنّ قوانين تُقيّد هذه الأدوات وتحاسبها على “أخطاءها الذكية”؟
ماذا بعد؟
حتى لحظة إعداد هذا التقرير، لم تصدر شركة ميتا أي تعليق رسمي حول الدعوى أو الاتهامات الموجهة إليها، في وقت يتزايد فيه القلق من استخدام أدوات الذكاء الاصطناعي في إنتاج محتوى غير دقيق قد يطال سمعة الأشخاص أو يؤثر على الأمن المجتمعي.