ماذا حدث؟
أصيبت حركة الطيران في بلجيكا بالشلل الكامل اليوم الثلاثاء، مع توقف الرحلات الجوية في مطارات البلاد نتيجة إضرابات واسعة النطاق دعت إليها النقابات العمالية، احتجاجًا على خطة الحكومة لإصلاحات اقتصادية مثيرة للجدل.
مطارات مشلولة.. ولا طائرات تقلع
مطار بروكسل الدولي، أكبر مطارات البلاد، أعلن عدم تنفيذ أي رحلة إقلاع طيلة اليوم، بينما أُلغي ما يقرب من نصف الرحلات القادمة إليه، حيث سُمح فقط لـ120 رحلة من أصل 240 بالهبوط، في مشهد يعكس حجم الأزمة.
أما مطار شارلروا، ثاني أكبر مطار في بلجيكا والمستخدم بكثافة من قبل شركات الطيران منخفض التكلفة، فأعلن إلغاء جميع الرحلات القادمة والمغادرة، ما أربك آلاف المسافرين، وفق وكالة الأنباء الألمانية.
لماذا هذا مهم؟
الإضرابات تأتي ردًا على خطة الحكومة البلجيكية، بقيادة رئيس الوزراء بارت دي ويفر، التي تتضمن سلسلة من الإجراءات التقشفية تشمل إصلاح نظام التقاعد، تقليص مدة إعانات البطالة، وتخفيضات في ميزانية الخدمات العامة.
وهذه السياسات أثارت موجة رفض عارمة دفعت النقابات الاشتراكية والمسيحية إلى إعلان الإضراب، ووصفت الإجراءات بأنها “ضرب لمكتسبات العمال وحقوقهم الاجتماعية”.
أنظار نحو البرلمان
ويتزامن هذا التصعيد مع استعداد نائب رئيس الوزراء ووزير المالية، فنسنت فان بيتيجيم، لعرض موازنة عام 2025 أمام البرلمان مساء اليوم، وسط توقعات بأن تكون جلسة محتدمة في ظل الغضب الشعبي المتصاعد.
ماذا بعد؟
تداعيات الإضراب لم تقتصر على قطاع الطيران فقط، بل طالت وسائل النقل العامة والقطارات، إلى جانب تأثر خدمات أساسية مثل جمع النفايات، البريد، وأداء المستشفيات العامة.
كما تعطلت الحركة البحرية في ميناء أنتويرب، أحد أهم الموانئ الأوروبية، منذ مساء الاثنين.
وفي العاصمة بروكسل، وكذلك في مدن كبرى مثل أنتويرب وجنت ولييج، انطلقت مسيرات احتجاجية حاشدة ترفع شعارات منددة بسياسات الحكومة، في مشهد ينذر باتساع رقعة الغضب إذا لم تتم مراجعة الخطط الحكومية.