ماذا حدث؟
في خطوة مفاجئة، أعلن الرئيس الروسي بوتين وقف إطلاق النار من 7 إلى 11 مايو إحياءً للذكرى الثمانين لـ “يوم النصر” في الحرب العالمية الثانية.
القرار الذي أثار تساؤلات سياسية وعسكرية، جاء بناءً على توجيه الكرملين بوقف العمليات العسكرية من منتصف ليل 7-8 مايو حتى منتصف ليل 10-11 مايو.
لماذا هذا مهم؟
ووفقًا للبيان الرسمي، فإن هذا الوقف المؤقت لإطلاق النار سيشمل كافة العمليات العسكرية على الجبهة، بناءً على “اعتبارات إنسانية” وبهدف تمكين الروس من تكريم هذه الذكرى التاريخية.
وفي المقابل، حذر البيان من أن القوات المسلحة الروسية سترد “بشكل مناسب وفعّال” في حال خرق الجانب الأوكراني للهدنة.
لكن المراقبين يطرحون العديد من التساؤلات حول مصداقية هذا القرار، خاصة في ظل التصريحات المتبادلة بين روسيا وأوكرانيا حول خروقات لوقف إطلاق النار الذي تم الإعلان عنه سابقًا بمناسبة “عيد الفصح”.
حيث اتهمت موسكو كييف بانتهاك الهدنة، بينما اتهمت أوكرانيا روسيا بالتصعيد العسكري بعد الإعلان عن الهدنة، ما جعل من الصعب الوثوق في استدامة هذه التهدئة.
الروسية-الأوكرانية.. لعبة التهدئة والتصعيد
بوتين، وفي تصريحات له، أشار إلى أن موسكو تظل منفتحة على أي مبادرة سلام، لكنه في الوقت نفسه عبّر عن استغرابه من تعامل أوكرانيا مع هذه المبادرات، واصفًا إياها بـ “اللعبة”.
ومع تزايد تبادل الاتهامات بين روسيا وأوكرانيا حول خروقات الهدنات السابقة، يظل الشك يحيط بفرص نجاح هذه الهدنة الجديدة.
كوريا الشمالية ودورها في المعركة
في السياق نفسه، نشرت وكالات الأنباء الروسية تصريحات للكرملين حول استعداد موسكو لتقديم الدعم العسكري لكوريا الشمالية في حال اقتضت الضرورة، بعد أن أرسلت بيونغ يانغ قوات لمساندة روسيا في معركتها ضد القوات الأوكرانية في مناطق غرب روسيا.
هذا التعاون العسكري يأتي في وقت حساس، حيث تؤكد موسكو أن معاهدة الشراكة الاستراتيجية مع كوريا الشمالية قد أثبتت فعاليّتها في دعم العمليات العسكرية في منطقة كورسك.
ماذا بعد؟
بينما يركز الرئيس الروسي على فتح قنوات حوار مع الشركاء الدوليين، أكدت موسكو استعدادها لمفاوضات سلام بلا شروط مسبقة لمعالجة جذور الأزمة الأوكرانية.
ورغم دعم بعض القوى الدولية، لم يظهر أي تقدّم ملموس حتى الآن.
وعلى الجانب الأوكراني، أشار رئيس الوزراء دينيس شميهال إلى اتفاقات جديدة مع واشنطن بشأن المساعدات العسكرية، مؤكدًا أن المساعدات السابقة لن تدخل في اتفاق المعادن، ما يعكس التحديات الاقتصادية والسياسية التي تواجه كييف في ظل الحرب المستمرة.
وبينما يتبادل الطرفان الاتهامات بشأن خروقات الهدنات، يظل مصير وقف إطلاق النار الذي أعلنه بوتين غامضًا.
ومع التوازن بين الاعتبارات الإنسانية والأهداف العسكرية، يبقى السؤال، هل ستنجح الهدنة أم ستكون مجرد مرحلة أخرى في لعبة السياسة الدولية؟