كيف تقدم الصين المنتجات للعالم بأسعار زهيدة؟

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

تسيطر شركات الأزياء الصينية السريعة، مثل “شي إن” و”تيمو”، على الأسواق العالمية بمنتجات تحاكي تصاميم نيويورك وميلانو، لكن بأسعار في متناول الجميع.

هذه المنتجات، التي غالبًا ما تكون مصنوعة من ألياف صناعية كالبوليستر والنايلون، تخفي أسرارًا مقلقة.

دراسة أجرتها مؤسسة “Plastic Soup” كشفت أن 70% من الملابس الصينية تحتوي على مواد بتروكيميائية تشكل خطرًا على الصحة، إذ يمكن لأليافها اختراق الرئتين وإثارة التهابات مزمنة، بل وربطتها تقارير علمية بأمراض خطيرة كالسرطان والسكري.

في كندا، عام 2021، أثبتت الفحوصات وجود الرصاص في سترة أطفال من “شي إن” بكميات تتجاوز الحدود القانونية بعشرين ضعفًا، مما يهدد الدماغ والكلى، خاصة لدى الأطفال والحوامل، كما أن تحقيقات في كوريا الجنوبية وفرنسا أكدت وجود مواد سامة في منتجات مماثلة.

رغم إعلان “شي إن” سحب بعض المنتجات، فإن الاتهامات طالت منصات أخرى كـ”علي إكسبريس”، مما يعكس نمطًا متكررًا في صناعة الأزياء الصينية.

لماذا هذا مهم؟

الموضة الصينية السريعة ليست مجرد خيار اقتصادي، بل قنبلة صحية وبيئية موقوتة، فالألياف الصناعية لا تهدد صحة المستهلكين فحسب، بل تساهم في كارثة بيئية عالمية.

الصين، التي أنتجت 19.36 مليار قطعة ملابس في 2023 وصدرت بضائع بقيمة 301 مليار دولار في 2024، تتربع على عرش تصدير المنسوجات بنسبة 43% عالميًا، لكن هذا الإنتاج الضخم يولد 26 مليون طن من النفايات سنويًا، معظمها غير قابل لإعادة التدوير، ينتهي في مكبات أو محارق.

تلوث المياه يفاقم المشكلة، حيث تصب مصانع الأزياء ملايين الأطنان من المياه الملوثة في الأنهار، مما يجعل 70% من البحيرات الصينية ملوثة، وفق تقرير “فوردهام”.

الأصباغ تحتوي على 72 مادة كيميائية سامة، 30 منها غير قابلة للمعالجة، كما تساهم صناعة المنسوجات في 8% من انبعاثات غازات الدفيئة، مما يهدد الأجيال القادمة.

ماذا بعد؟

الموضة الصينية السريعة تواصل اجتياح الأسواق، لكن الوعي المتزايد قد يدفع لتغييرات، فالمستهلكون مدعوون لإعادة التفكير في خياراتهم، مفضلين الأزياء “البطيئة” المصنوعة من مواد مستدامة كالقطن العضوي، التي تدوم طويلاً وتحمي البيئة.

وتحتاج الحكومات إلى فرض معايير أكثر صرامة على الواردات، مع تشجيع إعادة التدوير ومعالجة النفايات بطرق آمنة.

الشركات الصينية، تحت ضغط التحقيقات الدولية، قد تضطر لتحسين ممارساتها، لكن التغيير يتطلب إرادة سياسية وتعاونًا عالميًا.

لكن في غياب ذلك، سيظل المستهلكون يدفعون ثمنًا خفيًا: صحتهم، وبيئتهم، ومستقبل كوكبهم.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *