الأزمة الإنسانية في غزة.. كيف ستحد من طموحات ترامب في الشرق الأوسط؟

الوضع في غزة

ماذا حدث؟

في أبريل 2025، تتصاعد الأزمة الإنسانية في قطاع غزة، مُعرقلة جهود إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لتحقيق اختراق سياسي في الشرق الأوسط.

فشلت محاولات تمديد الهدنة الموقّعة في يناير، حيث استأنفت إسرائيل عملياتها العسكرية في مارس، مُتسببة في مقتل 1400 فلسطيني وإصابة الآلاف، وفقًا لمسؤولي الصحة في غزة.

دمّرت الغارات مستشفى غزة الوحيد العامل، ووسّعت إسرائيل منطقة عازلة تسيطر الآن على نصف القطاع، مُهجّرة مئات الآلاف ومُحوّلة مناطق شاسعة إلى أراضٍ غير صالحة للسكن.

فرضت إسرائيل حصارًا يمنع وصول المساعدات الإنسانية، مُفاقمًا خطر المجاعة، حيث يعتمد نحو مليوني فلسطيني على مطابخ خيرية.

أُجّلت حملة تطعيم ضد شلل الأطفال بسبب الحرب، وتُعد الفترة الحالية الأطول بدون مساعدات منذ بدء الصراع قبل أكثر من عام ونصف.

فشلت المفاوضات لإطلاق سراح الرهائن، بمن فيهم الأمريكي إيدان ألكسندر، مع رفض حماس مقترحًا إسرائيليًا لإطلاق 10 رهائن مقابل هدنة 45 يومًا.

لماذا هذا مهم؟

تُشكّل الأزمة في غزة، كما يُحلل بريان كاتوليس الباحث بمعهد الشرق الأوسط، العقبة الأكبر أمام طموحات ترامب لإعادة تشكيل الشرق الأوسط.

بينما تُظهر محادثات إيران في عُمان تقدمًا، يُعيق الجمود في الصراع الإسرائيلي-الفلسطيني أهدافًا مثل تطبيع العلاقات بين إسرائيل والسعودية.

تصريحات مسؤولين إسرائيليين، مثل بتسلئيل سموتريتش، الذي قلّل من أهمية إنقاذ الرهائن مقابل “القضاء على تهديد غزة”، تُعمق الانقسامات داخل إسرائيل، حيث تتصاعد الاحتجاجات ضد إدارة الحكومة للمفاوضات.

الحصار الإسرائيلي، الذي أوقف المناطق الإنسانية، يُفاقم معاناة الفلسطينيين، مُسلطًا الضوء على فشل إدارة ترامب في معالجة الأزمة.

وفاة البابا فرانسيس، الذي دعا يوميًا إلى إنهاء الحرب ودعم الفلسطينيين، تُبرز الاهتمام العالمي بالقضية، مُعززة الضغط على واشنطن.

بدون تقدم في غزة، تظل رؤية ترامب لاستقرار إقليمي بعيدة المنال، مُهددةً بتعطيل خططه لزيارة دول الخليج في مايو.

ماذا بعد؟

ستستمر الأزمة في غزة في عرقلة السياسة الأمريكية ما لم يتحقق اختراق.

وأما اقتراحات الوسطاء من مصر وقطر، حول حكم غزة بتكنوقراط فلسطينيين مستقلين، فقد تُوفر مخرجًا، لكن رفض حماس وإسرائيل للتنازلات يُقلّص فرص الهدنة.

داخليًا، قد يواجه ترامب ضغوطًا متزايدة مع تصاعد الانتقادات لتقليص مؤسسات الأمن القومي، بما في ذلك إلغاء وكالة التنمية الدولية وخفض 200,000 وظيفة في البنتاغون، مما يُضعف الدبلوماسية الأمريكية.

كما أن ارتفاع ميزانية الدفاع إلى تريليون دولار في 2026، مقابل تقليص الدبلوماسية، قد يُعزز الانطباع بأن ترامب يُعطي الأولوية للقوة العسكرية على الحلول السياسية.

إذا لم تُحقق المفاوضات تقدمًا، فقد تتفاقم الأزمة الإنسانية، مُهددةً بمزيد من العنف وتعقيد الجهود الإقليمية، والحل يكمن في ضغط دولي لاستئناف المساعدات وإحياء مفاوضات شاملة.

لكن دون استراتيجية واضحة، ستظل غزة حجر عثرة أمام طموحات ترامب، مُسلطةً الضوء على حدود قوته في المنطقة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *