لماذا سيزعزع السلام في أوكرانيا استقرار العالم أجمع؟

الحرب في أوكرانيا

ماذا حدث؟

في 23 أبريل 2025، شنّ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب هجومًا لاذعًا على نظيره الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، متهمًا إياه بعرقلة مفاوضات السلام وإطالة أمد الحرب مع روسيا.

جاءت تصريحات ترامب ردًا على رفض زيلينسكي لمقترح أمريكي يتضمن التنازل عن شبه جزيرة القرم لروسيا، وهو اقتراح يُنظر إليه كمكافأة للكرملين، يمنح موسكو معظم أهدافها مقابل تنازلات ضئيلة لأوكرانيا.

منذ توليه الرئاسة في يناير، جعل ترامب إنهاء الحرب أولوية خارجية، محققًا تقدمًا ببدء أول مفاوضات جادة منذ بداية الغزو الروسي عام 2022، لكنه واجه انتقادات لميله إلى تقديم تنازلات لروسيا وضغوطه المستمرة على كييف.

هذا التحول في السياسة الأمريكية أثار قلقًا عميقًا في أوكرانيا والعواصم الأوروبية، وسط مخاوف من أن اتفاق سلام موالٍ لبوتين قد يُنهي استقلال أوكرانيا، مُحدثًا زلزالًا جيوسياسيًا عالميًا.

لماذا هذا مهم؟

يحذر المحللون، بمن فيهم إيلينا دافليكانوفا وليسيا أوغريزكو من المعهد الأطلسي، من أن اتفاق سلام يُلبي شروط بوتين سيُشعل فتيل اضطرابات عالمية.

في روسيا، سيُعزز هذا الانتصار تحول البلاد نحو الشمولية، مُكثفًا التسلح والهيمنة الإمبريالية، بينما تُنسى خسائر الحرب والعقوبات وسط احتفالات قومية.

عالميًا، سيُظهر فشل النظام الدولي في حماية أوكرانيا، مُحطمًا مبدأ العدالة لصالح القوة الغاشمة، مما يدفع الدول لتكثيف تسلحها خوفًا من مصير مماثل.

التلويح الروسي بالنووي خلال الحرب سيُشعل سباق تسلح نووي، مُهددًا بانهيار معاهدات منع الانتشار وزيادة مخاطر الحرب النووية.

سيُغري هذا الانتصار بوتين بمواصلة توسعاته، مستهدفًا دولًا مثل مولدوفا وجورجيا، أو حتى الدول البلطيقية، لتحدي حلف الناتو.

كما ستتوسع روسيا عالميًا، مُعززة تحالفاتها مع الصين وإيران وكوريا الشمالية، مُشكلة محورًا مناهضًا للغرب.

بالنسبة لأوكرانيا، سيعني السلام المفروض تقسيمها وتجريدها من السلاح، مُحولًا جيشها الضخم ومواردها إلى أدوات في يد الكرملين، مما يُضعف أوروبا أمام تهديد روسي متزايد.

ماذا بعد؟

مع استمرار المفاوضات، تبدو آفاق السلام بعيدة، فزيلينسكي يرفض التنازل عن الأراضي، بينما يُصر بوتين على ضم القرم وأربع مناطق أوكرانية.

خطط السلام السابقة، مثل مقترح الصين والبرازيل عام 2024، رفضتها أوكرانيا لميلها لروسيا، بينما خطة زيلينسكي لعام 2022 لم تجد دعمًا دوليًا كافيًا.

محادثات باريس في 17 أبريل ركزت على هدنة مستدامة، لكن تحقيق ذلك يتطلب اتفاقًا على فك الاشتباك ورقابة دولية، وهي عقبات كبيرة نظرًا لسجل روسيا في خرق اتفاقيات مينسك.

إذا تخلى ترامب عن المفاوضات، قد يراهن الكرملين على استمرار الحرب لكسب المزيد من الأراضي بحلول 2026، وأي هدنة دون اتفاق سلام شامل ستُجمّد الجبهات، مُكرسة تقسيم أوكرانيا.

الحل الوحيد لتجنب عالم مضطرب يكمن في دعم أوكرانيا عسكريًا وسياسيًا للحفاظ على استقلالها، مع ضغط دولي لردع روسيا، وإلا فإن انتصار بوتين سيُمهد لعصر جديد من النظام العالمي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *