ماذا حدث؟
في تطور لافت ومثير للاهتمام، بدأت الأنظار تتجه نحو الفاتيكان بعد وفاة البابا فرنسيس عن عمر ناهز 88 عامًا، لترقب عملية انتخاب البابا الجديد، وهو الحدث الذي سيعيد تشكيل رأس الكنيسة الكاثوليكية حول العالم.
وسط الزخم الإعلامي وتحليلات دوائر الفاتيكان، طُرح اسم غير تقليدي ضمن قائمة المرشحين المحتملين، البطريرك العراقي الكلداني مار لويس روفائيل الأول ساكو.
ورغم أنه ليس من بين الأسماء الأوفر حظًا، إلا أن مجرد طرح اسمه يحمل رمزية كبيرة للعالم العربي والمسيحيين في الشرق الأوسط.
من هو البطريرك لويس ساكو؟
ولد ساكو في مدينة زاخو شمالي العراق عام 1948، وسلك طريق الخدمة الكنسية مبكرًا، إذ جرى تعيينه كاهنًا في أبرشية الموصل الكلدانية عام 1974.
وتميز برحلة علمية ثرية، حيث حصل على شهادة دكتوراه في اللاهوت من الجامعة البابوية بروما عام 1983، تبعها ماجستير في الفقه الإسلامي عام 1984، ثم دكتوراه ثانية من جامعة السوربون الفرنسية عام 1986.
مسيرة كنسية حافلة
لم تكن مسيرته الأكاديمية أقل لفتًا من حياته الكنسية، إذ جرى انتخابه مطرانًا على أبرشية كركوك عام 2002، قبل أن يتم رسامته رسميًا عام 2003.
وفي لحظة مفصلية بتاريخ الكنيسة الكلدانية، تم انتخابه بطريركًا عليها في سينودس روما بتاريخ 1 فبراير 2013، خلفًا للبطريرك المستقيل عمانوئيل الثالث دلي.
ويمثل البطريرك ساكو الكنيسة الكلدانية، أحد أقدم فروع المسيحية الشرقية، ويقودها من قلب العراق في ظروف قاسية وملتهبة، حيث يشكّل صوتًا قويًا للمسيحيين المضطهدين، ومدافعًا عن التعايش والسلام.
لماذا هذا مهم؟
إلى جانب دوره الديني، يُعرف ساكو بمساهماته الفكرية، حيث نشر أكثر من 200 مقال و20 كتابًا تناولت قضايا اللاهوت المسيحي والفقه والتسامح الديني، ما يجعله مرجعًا فكريًا وثقافيًا أيضًا.
نال خلال مسيرته عددًا من الأوسمة والتكريمات الدولية، أبرزها وسام الدفاع عن الإيمان من إيطاليا، ووسام باكس كريستي الدولية، ووسام القديس إسطيفان من ألمانيا تقديرًا لدوره في الدفاع عن حقوق الإنسان.
ماذا بعد؟
رغم أن انتخاب بابا من خارج أوروبا يُعد أمرًا نادرًا، إلا أن العالم شهد من قبل مفاجآت مشابهة، آخرها انتخاب البابا فرنسيس من أمريكا الجنوبية.
ومع ما يشهده الشرق الأوسط من تحديات، فإن اختيار بطريرك عربي على رأس الكنيسة الكاثوليكية قد يُنظر إليه كرسالة رمزية قوية للتعددية والانفتاح.
حتى الآن، لا يزال مار لويس ساكو اسماً مطروحاً، وأيًا كانت نتيجة المجمع الكنسي، فإن مجرد وجوده ضمن الدائرة القريبة من اتخاذ القرار يُعد اعترافًا نادرًا بمكانة الشرق في قلب الكنيسة العالمية.