“عين رقمية”.. جهاز ذكي يمنح المكفوفين حرية التنقل

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

ابتكر علماء في الصين جهازًا ذكيًا يُرتدى على الرأس، يمنح المكفوفين وضعاف البصر حرية الحركة دون الحاجة إلى مرافق أو عصا، عبر “عيون رقمية” مدعومة بالذكاء الاصطناعي، وفق دراسة نُشرت في دورية Nature Machine Intelligence.

كاميرا على الجبين.. وذكاء يحلل العالم في لحظة

يعتمد النظام على كاميرا صغيرة تُثبّت بين حاجبي المستخدم، تلتقط صورًا حية للمكان، وتُرسلها إلى معالج يعمل بالذكاء الاصطناعي لتحليل المشهد في الوقت الفعلي.

وبمجرد تحديد ما حول المستخدم، تُبث التعليمات عبر سماعات متطورة تعتمد تقنية “التوصيل العظمي”، ما يسمح للمستخدم بسماع الإرشادات دون حجب الأصوات الطبيعية المحيطة به.

بهذا الدمج الفريد، يستطيع المستخدم أن يتلقى أوامر قصيرة وواضحة مثل “انعطف يسارًا” أو “انتبه.. عائق أمامك”، دون أن يفقد إحساسه بالمكان أو تواصله مع الأصوات العامة.

معصمان ينذران بالخطر

ولمزيد من الأمان، صُمم الجهاز ليشمل حساسات رفيعة تُرتدى على المعصمين، تستشعر العقبات القريبة من المستخدم.

وفي حال اقتراب اليد من جدار أو جسم صلب، تهتز جهة المعصم المعنية، لتنبيه المستخدم بضرورة تغيير الاتجاه فورًا، في استجابة ذكية وسريعة لتفادي الاصطدام.

خفيف الوزن.. وسهل الاستخدام

بخلاف الكثير من الأجهزة المساعدة التقليدية، يتميز هذا الجهاز بخفة وزنه وحجمه الصغير، ما يجعله مريحًا للارتداء طوال اليوم دون شعور بالإرهاق.

وهو مصمم بطريقة تسمح لمرتديه بالحركة بحرية ودون إحراج، ما يعزز من ثقتهم واستقلاليتهم في الأماكن العامة والمزدحمة.

لماذا هذا مهم؟

وبحسب ما نقلته وكالة “شينخوا” الصينية، فقد تم اختبار النموذج التجريبي للجهاز على 20 متطوعًا من ضعاف البصر داخل الصين. اللافت أن أغلب المشاركين تمكنوا من استخدام النظام بكفاءة بعد تدريب بسيط لم يتجاوز 20 دقيقة، مما يعكس سهولة التعامل مع الجهاز وفاعليته العالية.

ويستطيع الجهاز حاليًا التعرف على 21 عنصرًا من الأشياء الأكثر شيوعًا في الحياة اليومية، مثل الكراسي، الطاولات، المغاسل، شاشات التلفاز، وحتى بعض أنواع الأطعمة، في حين يواصل المطورون العمل على توسيع نطاق قدراته لتشمل مزيدًا من الأجسام والبيئات المعقدة.

تعاون علمي واسع النطاق

شارك في تطوير هذا الابتكار فريق بحثي متعدد التخصصات من مؤسسات أكاديمية مرموقة، شملت جامعة شنغهاي جياو تونغ، ومختبر شنغهاي للذكاء الاصطناعي، وجامعة شرق الصين للمعلمين، وجامعة هونغ كونغ للعلوم والتكنولوجيا، إضافة إلى المختبر الوطني لعلم الأعصاب الطبي بجامعة فودان.

ماذا بعد؟

رغم أن الجهاز لم يُطرح تجاريًا بعد، إلا أنه يمهّد لحقبة جديدة من الدعم التقني لذوي الإعاقات البصرية، مانحًا إياهم استقلالية وأمانًا بفضل تكنولوجيا ترافقهم وتُرشدهم.

وفي عصر يهيمن فيه الذكاء الاصطناعي، تبدو هذه “العين الرقمية” واحدة من أكثر الابتكارات عدالة وتأثيرًا في حياة مستحقيها.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *