ماذا حدث؟
في خطوة من شأنها أن تزيد التوتر بين أكبر اقتصادين في العالم، وجّهت الولايات المتحدة اتهامات مباشرة إلى شركة صينية بارزة بدعم جماعة الحوثي في تنفيذ هجمات على مصالح أمريكية، في تطور وصفه مراقبون بأنه تصعيد غير مسبوق في الملف اليمني – الصيني.
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأمريكية، تامي بروس، خلال إفادة صحفية، إن واشنطن تملك أدلة تؤكد أن شركة تشانغ قوانغ الصينية لتكنولوجيا الأقمار الصناعية، تقدم دعماً مباشراً لما وصفته بـ”الهجمات الإرهابية” التي يشنها الحوثيون المدعومون من إيران ضد الأهداف الأمريكية في البحر الأحمر.
صور فضائية للحوثيين.. وواشنطن تتهم بكين بالصمت
ووفقًا لما نشرته صحيفة فاينانشال تايمز البريطانية نقلاً عن مسؤولين أمريكيين، فإن الشركة الصينية زودت الحوثيين بصور أقمار اصطناعية ساعدتهم في رصد السفن الحربية الأمريكية والسفن التجارية الدولية، مما عزز قدراتهم في استهداف هذه القطع البحرية.
المثير أن هذه الشركة ليست مجرد كيان تجاري، بل توصف بأنها على ارتباط وثيق بـ جيش التحرير الشعبي الصيني، بحسب المسؤولين.وفي هذا السياق، قال مسؤول كبير في الخارجية الأمريكية للصحيفة ذاتها: “لقد أعربنا مرارًا عن مخاوفنا للحكومة الصينية بشأن دور الشركة، لكن بكين اختارت تجاهل تلك التحذيرات”.
وأضاف أن هذه التحركات تعكس ما وصفه بـ”ادعاءات الصين الزائفة حول دعمها للسلام”.
تصعيد في الحرب التجارية.. وخلفيات عسكرية
التوتر لا يتوقف عند حد التعاون العسكري غير المباشر، بل يأتي في وقت بالغ الحساسية تشهد فيه العلاقات التجارية بين البلدين اضطرابًا غير مسبوق، إذ فرضت إدارة ترامب مؤخرًا رسومًا جمركية جديدة على الواردات الصينية وصلت إلى 145%، في إطار ما يعرف بـ”الحرب التجارية الكبرى”.
الحوثيون وإسرائيل.. بداية السلسلة
تعود بداية تصاعد هجمات الحوثيين في البحر الأحمر إلى أواخر عام 2023، تزامنًا مع اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس بعد عملية 7 أكتوبر.
ومنذ ذلك الحين، تبنّى الحوثيون استراتيجية هجومية على الملاحة الدولية بزعم دعم الفلسطينيين.
ومع استمرار هجماتهم، كثّفت واشنطن ضرباتها العسكرية على مواقع الحوثيين داخل اليمن خلال الأسابيع الأخيرة، في محاولة لردع الجماعة المدعومة من طهران.
وتضمنت هذه العمليات ضربات دقيقة كشفت بعض تفاصيلها تسريبات سابقة على تطبيق “سيغنال”.
ماذا بعد؟
التحرك الأمريكي ضد الشركة الصينية قد لا يكون مجرد تصريح عابر، بل تمهيدًا لإجراءات أكثر صرامة قد تشمل عقوبات اقتصادية وربما تصنيفات أمنية.
فهل تتجه العلاقة بين واشنطن وبكين نحو مرحلة جديدة من المواجهة المباشرة؟ وهل تقود “أقمار صناعية” طريق الحرب الباردة الجديدة؟