خامنئي يراسل بوتين.. والنووي الإيراني يتصدر المشهد من موسكو

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في زيارة رسمية إلى موسكو، سلّم نائب وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي رسالة من المرشد علي خامنئي إلى الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، في خطوة تعكس عمق التنسيق بين البلدين في ملفات حساسة، وتأتي قبيل مفاوضات مرتقبة بين طهران وواشنطن بشأن البرنامج النووي، بحسب ما نقلته وكالة تاس الروسية للأنباء.

النووي الإيراني في صدارة المحادثات

عراقجي، الذي تحدّث للصحافة من موسكو، أكد أن القضايا النووية كانت وستظل محورًا رئيسيًا للتشاور مع الحليف الروسي. وأوضح أن المباحثات التي يجريها حاليًا تشمل استعراض آخر تطورات الملف النووي، في ظل المحادثات غير المباشرة الجارية مع واشنطن، واصفًا هذه المرحلة بـ”الحساسة”.وقال المسؤول الإيراني إن “الرحلة إلى موسكو جاءت في إطار عدة أهداف متشابكة، أبرزها تسليم رسالة المرشد الأعلى إلى الرئيس بوتين، ومواكبة التطورات السياسية الأخيرة، وتكثيف التنسيق بشأن المحادثات النووية”.

علاقات استراتيجية ومعاهدة شراكة

لكن الزيارة لم تقتصر على الملف النووي فحسب، فقد أشار عراقجي إلى أن العلاقات الثنائية بين روسيا وإيران أصبحت أكثر رسوخًا في الآونة الأخيرة، خصوصًا بعد توقيع “معاهدة الشراكة الاستراتيجية الشاملة” بين البلدين، التي قال إنها تمثل تحولًا في طبيعة العلاقة، من تعاون تقليدي إلى شراكة منظمة ذات رؤية طويلة المدى.ولفت إلى أن الاتفاقية الاستراتيجية تجاوزت مراحلها التشريعية في البرلمان الروسي، وهي الآن في طور الإقرار داخل البرلمان الإيراني، ما يمهد لتعاون أوسع في مختلف المجالات.

الشرق الأوسط وأوكرانيا على الطاولة

ولم يغفل عراقجي الإشارة إلى الملفات الإقليمية التي تشكل قلقًا مشتركًا بين طهران وموسكو، وعلى رأسها تصاعد التوتر في الشرق الأوسط، حيث اتهم إسرائيل بـ”الاستمرار في ارتكاب الجرائم”، بحسب وصفه. وأشار إلى أن الأوضاع في أوكرانيا ستكون أيضًا ضمن الملفات المطروحة خلال هذه الزيارة.

لماذا هذا مهم؟

رغم غياب تفاصيل رسالة خامنئي إلى بوتين، إلا أن توقيتها وسط التصعيد الغربي ضد إيران والحرب في أوكرانيا يوحي بأبعاد استراتيجية. فطهران تسعى لدعم سياسي وتقني من موسكو قبيل المفاوضات النووية، معززة تحالفها الشرقي لمواجهة الضغوط الغربية وترسيخ توازن جديد في العلاقات الدولية.

ماذا بعد؟

زيارة عراقجي لموسكو تمثل خطوة استراتيجية ضمن تحركات طهران لتثبيت موقعها في التوازنات الدولية، عبر تعزيز شراكتها مع روسيا، في وقت تترقب فيه العواصم الكبرى نتائج المفاوضات النووية، وتواصل إيران رسم تحالفاتها برسائل مدروسة وذات طابع رمزي.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *