الساعات السويسرية بين مد وجزر الأسواق العالمية

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

في مشهد يعكس تباين الأسواق العالمية، تواصل صادرات الساعات السويسرية لعب دور البوصلة المتأرجحة بين التمدد في الغرب والتراجع في الشرق، حيث أظهرت بيانات حديثة أن هذه الصناعة الفاخرة تسير على خط رفيع بين الصعود والانخفاض، بحسب المنطقة المستهدفة.

ففي مارس الماضي، سجلت صادرات الساعات السويسرية نموًا طفيفًا بنسبة 1.5% على أساس سنوي، لتصل إلى 2.131 مليار فرنك سويسري، أي ما يعادل نحو 2.6 مليار دولار، وفقًا لأحدث تقرير صادر عن اتحاد صناعة الساعات السويسرية.

ورغم هذا النمو العام، فإن التفاصيل تكشف عن تحولات لافتة في خريطة التصدير، حيث ارتفعت قيمة صادرات ساعات اليد وحدها بنسبة 1.3% خلال الشهر ذاته لتبلغ 2.02 مليار فرنك، وفق ما نقلته وكالة “بلومبرغ نيوز”.

أميركا تتصدر المشهد.. والشرق يتراجع

أكبر قفزة جاءت من الولايات المتحدة، التي عززت مكانتها كسوق محوري للساعات السويسرية، بعد أن قفزت وارداتها بنسبة 14% لتصل إلى 405 ملايين فرنك، ما يشير إلى شهية متزايدة لدى المستهلك الأميركي نحو هذه المنتجات الفاخرة.

اليابان أيضًا حافظت على استقرارها مع زيادة طفيفة بنسبة 1.1% لتسجل واردات بقيمة 160 مليون فرنك.

أما المملكة المتحدة، فقد حققت مفاجأة إيجابية، بعد أن ارتفعت وارداتها بنسبة لافتة بلغت 10.6%، لتصل إلى 150 مليون فرنك.

الشرق الأقصى.. سوق يتراجع رغم الأهمية

على الجانب الآخر من العالم، تبدو الصورة أقل إشراقًا.

فقد شهدت صادرات الساعات إلى هونغ كونغ تراجعًا بنسبة 11.3% لتسجل 146 مليون فرنك، في حين كانت الضربة الأقسى في الصين، التي تراجعت وارداتها بنسبة 11.5% لتصل إلى 140 مليون فرنك فقط.

سنغافورة بدورها سجلت تراجعًا طفيفًا بنسبة 1.8%، لتبلغ صادرات الساعات السويسرية إليها حوالي 137.1 مليون فرنك، وهو ما يعكس فتورًا في الطلب الآسيوي على هذه المنتجات التي طالما كانت رمزا للفخامة في المنطقة.

ماذا بعد؟

البيانات تشير بوضوح إلى أن سوق الساعات السويسرية، رغم صموده النسبي، لا يزال يتأثر بالتقلبات الجيوسياسية والاقتصادية.

ففي حين تحتفظ الأسواق الغربية، لاسيما أميركا وبريطانيا، بديناميكيتها الشرائية، يبدو أن آسيا والتي شكلت لسنوات ركيزة أساسية في صادرات الساعات، بدأت تفقد بعضًا من بريقها.

وبينما تسعى العلامات السويسرية العريقة إلى تنويع أسواقها وتكييف استراتيجياتها مع التغيرات المتسارعة، يبقى التحدي الحقيقي في الحفاظ على هذا التوازن بين الأسواق الصاعدة والمنكمشة.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *