ماذا حدث؟
كشف مسؤول بارز في “حزب الله” عن استعداد الجماعة لمناقشة مستقبل ترسانتها العسكرية، لكنها ربطت هذا الانفتاح بتحقيق شروط ميدانية تتعلق بانسحاب الجيش الإسرائيلي من جنوب لبنان ووقف الغارات الجوية المستمرة على أراضيه.التصريحات التي أدلى بها المسؤول لوكالة “رويترز”، الثلاثاء، جاءت لتفتح الباب أمام نقاش حساس ظل لسنوات خطًا أحمر في السياسة اللبنانية، وسط تصاعد الضغوط الدولية والإقليمية على الحزب، خصوصًا مع تزايد المطالبات بنزع سلاحه وتفعيل دور الجيش اللبناني كمؤسسة أمنية وحيدة شرعية في البلاد.
مقايضة مشروطة.. سلاح مقابل انسحاب
بحسب المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته نظرًا لحساسية الموقف، فإن “حزب الله” لا يمانع مبدئيًا في خوض حوار حول سلاحه مع قائد الجيش، العماد جوزيف عون، شريطة أن تسحب إسرائيل قواتها من خمس قمم جبلية استراتيجية في جنوب لبنان، وأن تتوقف عن شن ضربات جوية تستهدف مواقع في البلاد.وأوضح أن أي نقاش من هذا النوع سيكون ضمن إطار “استراتيجية دفاع وطني”، وهو المفهوم الذي لطالما دعا إليه الحزب باعتباره الغطاء الشرعي لاستمرارية سلاحه في مواجهة ما يصفه بـ”التهديدات الإسرائيلية الدائمة”.
عون على خط الوساطة؟
في موازاة ذلك، كشفت ثلاث مصادر سياسية لبنانية عن نية جوزيف عون الدخول في حوار مباشر مع “حزب الله” حول ملف السلاح في وقت قريب. وبالرغم من أن المكتب الإعلامي للحزب لم يصدر أي تعليق رسمي بعد، فإن هذه المعلومات تعكس تحركات تجري خلف الكواليس لإعادة ترتيب الأولويات الأمنية في البلاد.الملف الذي طالما أثار جدلًا داخليًا تحول مجددًا إلى واجهة الأحداث مع استمرار الغارات الإسرائيلية رغم وقف إطلاق النار الذي دخل حيّز التنفيذ في نوفمبر الماضي، ما دفع بالحزب إلى إعادة التلويح بورقة “المقاومة” في وجه الضغوط.والتطور اللافت في موقف “حزب الله” يتزامن مع تجدد الضغط الدولي، وتحديدًا الأميركي، على الجماعة المدعومة من إيران.
ماذا بعد؟
الأنظار تتجه الآن إلى موقف الحزب في المرحلة المقبلة، هل يمضي في خيار التفاوض بشروطه؟ أم يتراجع في حال تعثر الحلول الميدانية؟ وبينما يواصل الجيش الإسرائيلي تحركاته على الحدود الجنوبية، وبينما يتحرك الحلفاء الدوليون على مسارات متوازية للضغط على الحزب، يبدو أن لبنان مقبل على مرحلة جديدة من التفاوض الساخن أو التصعيد الخطر.