ماذا حدث؟
في أجواء فنية تعبق بروح الشرق، تحتفي الولايات المتحدة في أبريل بـ”شهر التراث العربي الأميركي”، مناسبة وطنية تبرز مساهمات العرب في المجتمع الأميركي وتنوع ثقافتهم.وفي لفتة مميزة هذا العام، تكرّم “مؤسسة عرب أميركا” أيقونة الغناء العربي أم كلثوم، في ذكرى مرور 50 عامًا على رحيلها، من خلال حفل يُقام في التاسع من أبريل بولاية فيرجينيا، تحييه فرقة “أم كلثوم” القادمة من نيويورك، في أمسية تستعيد إرثها الفني الخالد.
لماذا هذا مهم؟
يأتي تكريم أم كلثوم ضمن سلسلة فعاليات ثقافية وفنية تقيمها المدن الأميركية احتفالًا بمساهمات العرب الأميركيين في المجتمع، وتشمل معارض وندوات وعروضًا فنية وغنائية ولقاءات مع مسؤولين وأعضاء كونغرس وشخصيات من الجالية.وأُطلقت مبادرة “شهر التراث العربي الأميركي” عام 2017 عبر مؤسستي Arab America وArab America Foundation، واعترف بها رسميًا في 2021 بقرار من الرئيس الأمريكي السابق جو بايدن، مشيدًا بإسهامات 3.5 مليون أميركي من أصول عربية.وفي 2022، دعمت المناسبة جهات رسمية أبرزها الكونغرس ووزارة الخارجية و45 من حكام الولايات.وتحمل احتفالات هذا العام طابعًا خاصًا، لتزامنها مع ذكرى أم كلثوم، وفي ظل دعوات لتأكيد الهوية العربية ومواجهة التمييز. وتعتبر المؤسسة المنظمة أن إبراز التراث العربي رسالة صمود في وجه التنميط.ويُقدّر عدد العرب الأميركيين بنحو 3.7 مليون ينتمون إلى خلفيات متعددة من الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وجنوب الصحراء، استقروا في البلاد منذ القرن التاسع عشر في موجات هجرة متعددة.وتتركز نسبتهم الكبرى في ولايات ككاليفورنيا وميشيغان ونيويورك وتكساس، لاسيما في المدن الكبرى. ويُعد 85% منهم مواطنين أميركيين، ويعمل 12% في مؤسسات حكومية، مما يعكس اندماجهم الفاعل في المجتمع.
ماذا بعد؟
وفي وقت يتصاعد فيه الجدل حول قضايا الهوية والاندماج، يأتي شهر التراث العربي ليعيد التأكيد على أن العرب ليسوا مجرد جالية وافدة، بل جزء أصيل من الحكاية الأميركية، تمامًا كما كانت أم كلثوم جزءًا أصيلًا من وجدان الشعوب العربية. واليوم، تُصدح أغانيها في قلب العاصمة الأميركية في احتفاء لا يخلو من الرمزية.