ماذا حدث؟
تحوّلت أجواء عيد الفطر بمدينة طنجة المغربية من مناسبة فرح واحتفال إلى مصدر غضب واسع، بعد انتشار مقاطع فيديو أثارت عاصفة من الجدل على مواقع التواصل، حيث ظهر مغنٍ شعبي يؤدي أغانٍ تمجد شرب الخمر والسُكر، وسط حشد من القاصرين الذين كانوا يرددون الكلمات دون وعي بمعانيها.
لماذا هذا مهم؟
المقاطع التي انتشرت كالنار في الهشيم خلال الساعات الأخيرة، وثّقت لحظات مثيرة للقلق من حفل شعبي أقيم في أحد الفضاءات العامة شمال البلاد، حيث اعتلى الفنان المنصة وبدأ في أداء أغانٍ ذات طابع “تحريضي” على أنماط سلوكية لا تليق بالأعمار الصغيرة، ما أثار موجة غضب عارمة وسط النشطاء والمدونين.
“أي عيد هذا؟”.. صدمة على المنصات
تباينت ردود الفعل على المشاهد المتداولة، لكنها اتفقت في معظمها على رفض ما جرى. فبينما اعتبر البعض أن ما حدث يكشف عن انحدار في الذوق العام وانتشار الأغنية الهابطة، رأى آخرون أن هناك خللاً أكبر يكمن في تساهل منظمي الحفل، بل وحتى أولياء الأمور الذين سمحوا لأطفالهم بحضور مثل هذا العرض دون رقابة أو توجيه.
ماذا بعد؟
في المقابل، ارتفعت أصوات تطالب بضرورة تدخل النيابة العامة لمحاسبة كل من ساهم في تنظيم هذا الحدث، معتبرين أن ما جرى لا يندرج تحت خانة “الفن” بل يدخل في إطار الإخلال بالقيم الأخلاقية وتعريض القاصرين لخطر الانحراف السلوكي المبكر.وتساءل الكثير من المعلقين، من يحدد المحتوى الموجّه للأطفال؟ وأين دور السلطات المحلية في مراقبة مثل هذه الأنشطة؟ خاصة أن الفضاء العام يجب أن يبقى بيئة آمنة ومحترمة لجميع الفئات، لا سيما الصغار.
موسيقى بلا وعي.. والأطفال يدفعون الثمن
الحادثة أعادت إلى الواجهة النقاش المزمن حول تأثير بعض الأغاني الشعبية على سلوك الأطفال، ومدى قدرة المجتمع المغربي على حماية أجياله الناشئة من مضامين قد تزرع مفاهيم مغلوطة وتُشوّه القيم في مرحلة عمرية حساسة.ففي ظل غياب رقابة واضحة على المحتوى المقدّم خلال الفعاليات العامة، يصبح الطفل هدفًا سهلًا لكل ما هو رديء أو موجه بشكل خاطئ، وهو ما يتطلب تدخلًا عاجلًا من الجهات الوصية على الثقافة والطفولة، لتصحيح المسار وحماية المستقبل.