شهدت الحرب العالمية الثانية تطورات هائلة في مجال الطيران العسكري، حيث لعبت الطائرات دورًا حاسمًا في مسار المعارك.
وبينما برزت نماذج متميزة مثل الـ”سبتفاير” البريطانية و”P-51 موستانغ” الأمريكية و”ميسرشميت Bf 109″ الألمانية، لم تخلُ تلك الفترة من إخفاقات كارثية في تصميم الطائرات.
فقد أدى الضغط العسكري، والحاجة الملحة للابتكار، ونقص الموارد إلى إنتاج بعض الطائرات التي كانت أكثر خطرًا على طياريها من أعدائهم.
فيما يلي ستة من أسوأ الطائرات المقاتلة التي شهدتها الحرب العالمية الثانية:
1. باخيم Ba 349 ناتر.. الصاروخ القاتل لطياريه
في محاولاتها المستميتة لصد هجمات الحلفاء، طورت ألمانيا النازية طائرة “باخيم Ba 349 ناتر”، التي كانت أشبه بصاروخ ينطلق عموديًا لاعتراض القاذفات المعادية.
الفكرة كانت أن يقذف الطيار كل ذخيرته ثم يقفز بالمظلة قبل تحطم الطائرة، لكن التجربة الأولى في مارس 1945 انتهت بكارثة، حيث فقد الطيار السيطرة وتحطمت الطائرة، ما أدى إلى إنهاء المشروع تمامًا.
2. بروستر F2A بوفالو.. الوزن القاتل
عندما صممت الولايات المتحدة طائرة “بروستر F2A بوفالو”، كانت تهدف إلى تزويد البحرية الأمريكية بمقاتلة جديدة، لكنها جاءت ثقيلة للغاية، مما جعلها بطيئة وغير قادرة على المناورة ضد الطائرات المعادية.
رغم نجاحها المحدود عندما استخدمتها فنلندا ضد الطائرات السوفيتية، إلا أن ضعفها أمام الطائرات اليابانية والألمانية جعلها خيارًا كارثيًا للحلفاء.
3. بولتون بول ديفاينت.. ضحية تكتيكات العدو
خلال معركة بريطانيا، دخلت “بولتون بول ديفاينت” الخدمة كمقاتلة ببرج مدفعي خلفي يمكنه إطلاق النار على الطائرات المهاجمة.
في البداية، نجح هذا التصميم في مفاجأة الطيارين الألمان، لكنه سرعان ما أثبت فشله بمجرد أن أدرك الألمان أن الطائرة لا تمتلك أي دفاع أمامي.
سرعان ما تحولت إلى هدف سهل، وتم إخراجها من القتال الجوي بعد تكبدها خسائر فادحة.
4. كيرتس-رايت CW-21 ديمون.. السرعة على حساب الأمان
كانت طائرة “كيرتس-رايت CW-21 ديمون” محاولة أمريكية لإنتاج مقاتلة خفيفة وسريعة، لكنها جاءت ضعيفة التدريع بشكل كارثي.
كانت سرعتها العالية ميزة، لكنها افتقرت إلى الحماية الأساسية، حيث لم يكن للطيارين أي دروع تقيهم، كما أن خزانات الوقود كانت غير محمية، ما جعلها تشتعل فور تعرضها لأي إصابة. في النهاية، لم يتم إنتاج سوى 62 نموذجًا فقط، وأثبتت الطائرة فشلها القتالي.
5. فيات CR.42 فالكو.. آخر بقايا الطائرات ثنائية السطح
رغم أن معظم الدول انتقلت إلى الطائرات أحادية السطح، أصرت إيطاليا على استخدام “فيات CR.42 فالكو”، وهي طائرة ثنائية السطح تم تقديمها عام 1939.
كانت رشيقة وسهلة الطيران، لكنها كانت متخلفة تكنولوجيًا أمام المقاتلات الحديثة.
خلال معركة بريطانيا، كانت غير قادرة على مجاراة طائرات “سبتفاير” و”هوريكان” البريطانية، ما جعلها هدفًا سهلاً وأسفر عن إيقاف استخدامها تدريجيًا.
6. لافوشكين-غوربونوف-غودكوف LaGG-3.. النعش الطائر
عندما اجتاحت ألمانيا النازية الاتحاد السوفيتي في 1941، كان السوفييت بحاجة ماسة لطائرات مقاتلة، فقاموا بتطوير “LaGG-3” بسرعة، لكن هذه العجلة في الإنتاج أدت إلى تصميم ضعيف؛ الطائرة كانت ثقيلة، بطيئة، وأقل قدرة على المناورة من الطائرات الألمانية.
كان بناؤها من الخشب المغطى بطبقة من الطلاء، ما جعل الطيارين يطلقون عليها لقب “النعش المضمون بالورنيش”.