ماذا حدث؟
في خطوة علمية جديدة قد تمنح الأمل لمرضى الزهايمر، كشفت دراسة سريرية حديثة عن إمكانية إعادة استخدام عقار تجريبي يُدعى “غانتينيروماب” (Gantenerumab) بعد أن تم إيقافه سابقًا.
أظهرت النتائج أن العقار يقلل من تراكم اللويحات الأميلويد في الدماغ، وهي إحدى العلامات الرئيسية لمرض الزهايمر، مما قد يساعد في إبطاء التدهور المعرفي لدى الأشخاص المصابين بالمرض في مراحله المبكرة.
شملت الدراسة 73 مشاركًا يعانون من الطفرة الجينية النادرة التي تسبب الزهايمر المبكر، حيث تم تتبع التغيرات في قدراتهم الإدراكية من خلال اختبارات معرفية، إضافة إلى تصوير الدماغ وتحليل مؤشرات الدم الحيوية.
النتائج كانت مثيرة، إذ أظهرت مجموعة فرعية من 22 مشاركًا لم يكن لديهم أعراض معرفية عند بداية الدراسة انخفاضًا في خطر تطور المرض من 100% إلى 50% بعد ثماني سنوات من العلاج، كما أظهرت صور الدماغ انخفاضًا ملحوظًا في تراكم اللويحات الأميلويد.
لماذا هذا مهم؟
يعتبر مرض الزهايمر من أكثر الأمراض العصبية تدميرًا، ويؤثر بشكل خاص على كبار السن، لكنه قد يظهر أيضًا لدى من هم دون 65 عامًا، وهو ما يعرف بـ”الزهايمر المبكر”، والذي يتطور بسرعة أكبر مسببًا فقدانًا سريعًا للذاكرة والوظائف الإدراكية.
حتى الآن، لم تُكتشف علاجات فعالة توقف تقدم المرض أو تعكس تأثيره، ما يجعل أي تقدم في مجال الأدوية التجريبية أمرًا بالغ الأهمية.
العقار “غانتينيروماب” يعمل كمضاد وحيد النسيلة يستهدف اللويحات الأميلويد، حيث يلتصق بها ويحفّز جهاز المناعة على التخلص منها، مما قد يساعد في الحفاظ على الوظائف الدماغية لفترة أطول، كما يتميز بقدرته على اختراق الحاجز الدموي الدماغي، وهي ميزة تفتقر إليها العديد من الأدوية الأخرى.
ومع ذلك، فإن العلاج لم يكن خاليًا من المخاطر، إذ عانى 53% من المشاركين من آثار جانبية تتعلق بتورم في الدماغ أو نزيف طفيف، ما يستلزم مراقبة دقيقة عند استخدامه.
ماذا بعد؟
رغم أن العقار لم يُثبت فاعليته الكاملة في تجارب سابقة، إلا أن هذه النتائج الأخيرة قد تعيد إحياء الاهتمام به، وربما تدفع شركات الأدوية لإعادة النظر في إنتاجه مجددًا.
كما أن الدراسة تسلط الضوء على أهمية التشخيص المبكر، حيث إن العقاقير التي تستهدف اللويحات الأميلويد تبدو أكثر فاعلية في المراحل الأولى من المرض قبل حدوث تلف كبير في الدماغ.
في الوقت الحالي، لا يزال غانتينيروماب بحاجة إلى مزيد من الدراسات والتجارب السريرية واسعة النطاق لتحديد مدى فعاليته وأمانه بشكل دقيق، ومع ذلك، فإن هذا الاكتشاف يعزز الأمل في إمكانية تبطيء تقدم الزهايمر، وهو ما يمثل خطوة مهمة نحو تطوير علاجات مستقبلية أكثر كفاءة، وربما نحو إيجاد علاج نهائي لهذا المرض المستعصي.