ماذا حدث؟
في واقعة غير مسبوقة، وجد تطبيق “سيجنال” نفسه في قلب أزمة داخل إدارة ترامب، بعدما أُضيف صحفي أميركي بالخطأ إلى محادثة سرية بين مسؤولين يناقشون خططًا عسكرية ضد الحوثيين. الحادثة فجّرت جدلًا سياسيًا وأمنيًا، ودفع الديمقراطيين للمطالبة بتحقيق في الكونغرس، وسط تساؤلات حول سرية المعلومات المتداولة ومدى مخالفتها للقانون.
“سيجنال”.. تطبيق المراسلة الذي أربك واشنطن
يُعد “سيجنال” من أكثر تطبيقات المراسلة أمانًا بفضل تقنيات التشفير المتطورة، ويستخدمه الصحفيون والناشطون والحكومات لضمان سرية تواصلهم. لكن حادثة إدارة ترامب كشفت أن أي نظام قد يصبح غير آمن بسوء الاستخدام. ورغم أن التطبيق يوفّر تشفيرًا شاملاً يمنع حتى خوادمه من الوصول للمحتوى، فإن خطأ بشريًا جسيمًا أدى إلى تسرب معلومات حساسة خارج دائرة كبار مسؤولي البيت الأبيض.
كيف بدأ الانفجار؟
كشف جيفري جولدبيرج، رئيس تحرير “ذا أتلانتيك”، عن تلقيه رسائل عبر “سيجنال” من وزير الدفاع الأميركي بيت هيجسيث، تضمنت تفاصيل عسكرية حول ضربات وشيكة ضد الحوثيين. الخطأ كان كارثيًا، مسؤول أضافه بالخطأ إلى محادثة مغلقة باسم “Houthi PC small group”. لم يُضِع الصحفي الفرصة، وسرعان ما نشر التفاصيل، مما وضع إدارة ترامب في مأزق حرج.
هل “سيجنال” آمن فعلاً؟
أثارت الفضيحة تساؤلات حول أمان “سيجنال”، خاصة أنه خيار مفضل للصحفيين والناشطين وحتى بعض الحكومات. التطبيق يعتمد على تشفير كامل ولا يحتفظ بسجلات المحادثات، إذ تُخزَّن فقط على أجهزة المستخدمين مع خيار المسح التلقائي. لكن خبراء الأمن السيبراني يحذرون، إذا كان الهاتف مخترقًا، تصبح جميع الرسائل مكشوفة بغض النظر عن قوة التشفير.
تحذيرات أميركية وثغرة مثيرة للقلق
قبل فضيحة إدارة ترامب، حذرت وكالة الأمن القومي الأميركية (NSA) من ثغرة في “سيجنال” استغلها قراصنة روس عبر ميزة “ربط الأجهزة”. ووفقًا لمذكرة مسربة، تم خداع المستخدمين لربط أجهزتهم بروابط مزيفة، ما سمح للقراصنة بقراءة محادثاتهم رغم التشفير. وزارة الدفاع (البنتاغون) حذرت من استهداف شخصيات بارزة بهذه الطريقة، بينما أكد “سيجنال” أن المشكلة تكمن في التصيّد الإلكتروني وليس في أمان التطبيق نفسه.
لماذا هذا مهم؟
تكشف حادثة إدارة ترامب مع “سيجنال” عن ثغرات في تأمين المسؤولين الحكوميين لمعلوماتهم الحساسة. ورغم اعتماد الحكومات على قنوات مشفرة رسمية، لجأ بعض المسؤولين الأميركيين إلى “سيجنال” لتجنب تسجيل رسائلهم على الأنظمة الرسمية.
ماذا بعد؟
يواجه الكونغرس ضغوطًا للتحقيق في الحادثة، مع احتمال فرض قيود على التطبيقات المشفرة في الدوائر الحكومية. وفي الوقت نفسه، يتزايد قلق المستخدمين حول مدى قدرة “سيجنال” على مواجهة الهجمات السيبرانية، خاصة بعد فشله في حماية محادثة سياسية حساسة.