ماذا حدث؟
أثارت مجلة “ذي أتلانتيك” ضجة عالمية بكشفها عن محادثة سرية مشفرة بين كبار مسؤولي إدارة ترامب، تضمنت خططًا عسكرية قبل ضربات جوية على اليمن.وجاءت المفاجأة في تسريب المعلومات بسبب خطأ تقني أدرج رئيس تحرير المجلة، جيفري غولدبرغ، ضمن مجموعة التراسل بالخطأ.
خطأ كارثي يكشف مخططًا عسكريًا
في 13 مارس، أُضيف غولدبرغ بالخطأ إلى مجموعة تراسل سرية على “سيغنال” مخصصة لمناقشة الضربات الأميركية ضد الحوثيين. وكلف مستشار الأمن القومي، مايك والتس، نائبه بتنسيق العملية، دون إدراك وجود الصحفي بينهم. وبعد يومين، بدأت واشنطن حملة ضربات مكثفة ردًا على هجمات الحوثيين التي أثّرت على الملاحة الدولية، خاصة في قناة السويس.
لماذا ظهر اسم مصر في المحادثة؟
أشار عضو مجهول باسم “إس إم” إلى ضرورة إبلاغ مصر وأوروبا بتوقعات واشنطن مقابل تنفيذ الضربات. وجاء ذلك بسبب التأثير الاقتصادي المباشر على مصر، حيث تسببت هجمات الحوثيين في اضطراب حركة السفن عبر قناة السويس، مصدرها الرئيسي للعملة الأجنبية.
كشف غير مقصود لمعلومات حساسة
لم يقتصر الأمر على ذكر مصر، بل كشف غولدبرغ أن وزير الدفاع الأميركي، بيت هيغسيث، نشر تفاصيل حساسة عن الضربات الجوية، شملت الأهداف، الأسلحة، وتسلسل الهجوم. وأظهرت التسريبات مشاركة شخصيات بارزة، بينها نائب الرئيس جي دي فانس، ووزير الخارجية ماركو روبيو، ومدير الـCIA جون راتكليف، ومديرة الاستخبارات تولسي جابارد، ووزير الخزانة سكوت بيسنت، وكبيرة موظفي البيت الأبيض سوزي وايلز. وكان جو كينت، المرشح لإدارة مركز مكافحة الإرهاب، ضمن المحادثة رغم عدم تأكيد تعيينه.
رد فعل ترامب.. تجاهل أم محاولة تهدئة؟
عند سؤاله عن التسريبات، نفى ترامب معرفته بالأمر، بينما أكد البيت الأبيض فتح تحقيق في إضافة الصحفي بالخطأ. وأنكر وزير الدفاع هيغسيث تسريب أي خطط عسكرية، قائلاً: “لم يرسل أحد خطط حرب عبر رسائل نصية”. لكن غولدبرغ فند ذلك عبر “سي إن إن”، مؤكداً: “هذا كذب، لقد كتب خطط الحرب في الرسائل”.
ماذا بعد؟
اعترف البيت الأبيض بصحة التسريبات، لكن مسؤوليه قللوا من خطورتها. وأكد المتحدث باسم مجلس الأمن القومي، برايان هيوز، أنهم يراجعون كيفية إضافة رقم غير مقصود، مشيرًا إلى التنسيق السياسي بين المسؤولين. وتطرح الفضيحة تساؤلات حول أمن الاتصالات الحكومية وحماية الأسرار العسكرية، خاصة مع تصاعد التوترات في الشرق الأوسط. فهل كانت مجرد غلطة تقنية كارثية أم أن هناك ما هو أخطر يجري في الخفاء؟