ماذا يحدث؟
قبل سنوات، لم يكن أحد يتخيل تفوق الذكاء الاصطناعي على البشر في البرمجة والتشخيص الطبي والإبداع الفني. ومع كل قفزة تكنولوجية، يزداد وضوح الرحلة نحو ذكاء يفوق الإنسان.لكن السؤال الأهم، هل نحن على وشك أن نصبح في المرتبة الثانية؟
2026.. عام الانفجار الذكي؟
التقارير تشير إلى أن الذكاء الاصطناعي العام (AGI) قد يصبح واقعًا بحلول 2026 أو قبل ذلك، ليصبح عقلاً رقمياً يتفوق على الإنسان.وهذا التطور ليس تقنيًا فقط، بل قوة اقتصادية قد تعيد تشكيل ميزان القوى عالميًا، ما يدفع الشركات الكبرى للتسابق على امتلاكه، لأن من يملكه قد يملك المستقبل.
العالم غير مستعد.. فهل سيكون متفرجًا؟
رغم الضجة حول الذكاء الاصطناعي، لا يزال العالم غير مستعد حتى للتقنيات الحالية، فكيف بذكاء مستقل يفكر لنفسه؟وفقًا لنيويورك تايمز، تراقب الشركات المطورة هذه التقنيات بحذر، خشية ظهور سلوكيات غير متوقعة مثل التآمر والخداع واتخاذ قرارات ذاتية.وهذا ليس خيالًا علميًا؛ فكما بدأت وسائل التواصل كترفيه ثم تحولت لأدوات سياسية، قد يصبح الذكاء الاصطناعي قوة غير قابلة للسيطرة.
حتى المهندسون يخشونه
بعض العلماء يعترفون بأنهم لا يطورون مجرد تقنية، بل لحظة مفصلية قد تغيّر شكل الحياة.ورغم تشكيك البعض في قرب ظهور الذكاء الاصطناعي الخارق، يؤكد خبراء أن ملامحه بدأت تتجلى، وتجاهله قد يكون كارثيًا.لكن هذه الثورة قد تتأخر بسبب عقبة غير متوقعة، الحاجة الهائلة للطاقة، مما قد يؤجل انطلاقها لسنوات أو حتى عقد كامل.
هل نشهد انقلابًا في المفاهيم البشرية؟
يؤكد جاك جندو، الرئيس التنفيذي لـBrain Digits، أن الحديث عن “انقلاب” بسبب الذكاء الاصطناعي الخارق ليس مبالغة.فبينما تفوق الذكاء الاصطناعي التقليدي في مهام محددة، سيتمكن AGI من محاكاة العقل البشري، والتعلم المستقل، واتخاذ القرارات، ليصبح شريكًا في صنع القرار لا مجرد أداة.وهذا التحول قد يعيد تشكيل سوق العمل والتعليم، حيث قد تفقد المهارات الحالية قيمتها سريعًا، بينما ستظهر وظائف جديدة تتطلب فهماً عميقًا لهذه التقنية.لكن يبقى السؤال الأهم، هل نحن مستعدون لهذا التغيير؟
سباق نحو المجهول.. أم نحو الفوضى؟
المشكلة ليست في ظهور الذكاء الاصطناعي الخارق، بل فيمن يمتلكه وكيف يستخدمه.فقد يتركز في أيدي قلة من الدول والشركات، مما يعمّق الفجوة بين القوى العظمى والعالم.يزداد القلق مع غياب القوانين الصارمة، ما قد يفتح الباب لاستخدامه في الحروب السيبرانية، والتلاعب بالاقتصاد، وحتى التأثير على الديمقراطيات عبر التزييف العميق.لذا، الدول التي تعتمد نهجًا استباقيًا بوضع سياسات لحوكمة الذكاء الاصطناعي ستكون في موقع أقوى لمواجهة هذا التحول.
ماذا بعد؟
الاستعداد لهذه الثورة يبدأ بالتوعية.وعلى الحكومات تثقيف المجتمع حول الذكاء الاصطناعي الخارق لضمان تفاعل واعٍ ومسؤول، بدلاً من مفاجأته دون استعداد.فالسؤال لم يعد “هل سيحدث؟” بل “متى؟”، والأهم، هل نحن جاهزون؟