أزمة العتالين الإيرانيين.. دماء عبر الحدود

#image_title #separator_sa #site_title

ماذا حدث؟

تشهد المناطق الحدودية بين كردستان إيران وإقليم كردستان العراق مأساة إنسانية مستمرة، حيث لقي أكثر من 63 عتالًا إيرانيًا مصرعهم، وأصيب 284 آخرون خلال العام الماضي والربع الأول من العام الحالي.

هؤلاء العتالون، المعروفون محليًا باسم “الكولبار”، يعملون في نقل البضائع عبر التضاريس الوعرة والطرق الجبلية، وسط مخاطر جسيمة تهدد حياتهم يوميًا.

ووفقًا لتقرير صادر عن منظمة “هانا” لحقوق الإنسان، فإن الغالبية العظمى من القتلى والجرحى سقطوا جراء استهداف مباشر من قبل القوات الإيرانية، سواء من الجيش أو حرس الحدود، بينما أودت الانهيارات الثلجية والتجمد وحوادث السير والسقوط من المرتفعات بحياة آخرين.

الإحصائيات الواردة في التقرير تكشف أن عام 2024 وحده شهد مقتل 59 عتالًا، 41 منهم قُتلوا برصاص مباشر، في حين بلغ عدد الجرحى 271 شخصًا، منهم 216 أصيبوا بنيران القوات الإيرانية.

وفي الأشهر الثلاثة الأولى من عام 2025، قتل أربعة عتالين آخرين، اثنان منهم بنيران مباشرة، فيما قضى الآخران بسبب الانهيارات الثلجية والصقيع، بينما أصيب 13 آخرون برصاص القوات الإيرانية.

لماذا هذا مهم؟

تعد قضية العتالين الإيرانيين انعكاسًا صارخًا للأوضاع الاقتصادية والسياسية المتأزمة في كردستان إيران، حيث يمثل هذا العمل الشاق مصدر الرزق الوحيد لآلاف العائلات التي تعاني من التهميش والفقر المدقع.

التقرير الصادر عن “هيومن رايتس ووتش” في يوليو الماضي سلط الضوء على هذه الانتهاكات، متهمًا السلطات الإيرانية باستخدام “القوة المفرطة والمميتة” ضد العتالين، رغم أنهم لا يشكلون تهديدًا أمنيًا، بل يسعون لكسب قوت يومهم في ظل اقتصاد خانق.

وتعزو المنظمة الحقوقية تفاقم المشكلة إلى السياسات التمييزية التي تمارسها السلطات الإيرانية ضد الأكراد، ما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة والفقر في الإقليم، مما يدفع الكثيرين إلى المخاطرة بحياتهم عبر العمل في العتالة.

في ظل غياب أي مبادرات اقتصادية مستدامة، تظل هذه الفئة معرضة للاستهداف المستمر، وسط صمت دولي على الانتهاكات التي يتعرضون لها.

ماذا بعد؟

إزاء هذا الواقع المأساوي، تتزايد المطالبات بضرورة إيجاد حلول جذرية لهذه الأزمة الإنسانية، فتدعو المنظمات الحقوقية، ومن بينها “هيومن رايتس ووتش”، الحكومة الإيرانية إلى وقف استهداف العتالين، وتطوير فرص اقتصادية تتيح لهم مصادر دخل آمنة ومستدامة، دون الحاجة إلى المخاطرة بحياتهم على الحدود الوعرة.

كما أن هذه الأزمة تتطلب اهتمامًا دوليًا أكبر للضغط على السلطات الإيرانية لاحترام حقوق الإنسان، والكف عن استخدام العنف ضد المدنيين العزل.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *