كيف أعاد زيلينسكي بناء علاقته مع ترامب ليقلب الطاولة على بوتين؟

#image_title

ماذا حدث؟

في تحول لافت في ديناميكيات الحرب الأوكرانية، نجح الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي في إعادة رسم ملامح علاقته مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، بعد مكالمة هاتفية وصفت بـ “الرائعة” من قبل البيت الأبيض.

المكالمة جاءت بعد أيام من محادثة “بناءة للغاية” بين ترامب والرئيس الروسي فلاديمير بوتين، ما وضع الأضواء على توازن العلاقات بين واشنطن وكييف وموسكو.

لكن هذه المرة، لم تنحدر المحادثة إلى التوتر كما حدث في لقائهما الأخير في البيت الأبيض، بل بدا زيلينسكي حريصًا على كسب ود ترامب، حيث أشاد مرارًا بقيادته وشدد على دعمه لخطة السلام الأمريكية، بما في ذلك موافقته على وقف محدود لإطلاق النار يشمل البنية التحتية للطاقة، في خطوة تستهدف إحراج بوتين الذي ما زال يصر على شروط وصفها المراقبون بأنها “غير معقولة”.

لماذا هذا مهم؟

هذه المناورة من زيلينسكي أظهرت للرأي العام العالمي أن كييف مستعدة للسلام، مقابل إصرار موسكو على التصعيد وفرض شروط تعجيزية، من بينها وقف الدعم العسكري الأمريكي والتجسس لصالح أوكرانيا، ووقف تام لتعبئة القوات الأوكرانية.

في المقابل، لم يلمّح ترامب في مؤتمراته إلى نيته وقف المساعدات العسكرية لكييف، بل صرّح أن بلاده ستساعد في توفير المزيد من أنظمة الدفاع الجوي باتريوت، بعد أن أشار زيلينسكي إلى الحاجة الماسة لها.

وبينما يحاول بوتين التلاعب بترامب من خلال عروض اقتصادية مغرية تتعلق بالمعادن النادرة أو حتى تنظيم مباراة هوكي بين البلدين، فإن زيلينسكي بدا أكثر براعة في استخدام أدوات الإعجاب والتهدئة لكسب ترامب إلى صفه، خصوصًا مع وعد ترامب الآن بإعادة 35 ألف طفل أوكراني مختطف من روسيا، وهو ملف كان قد تم تجاهله سابقًا في الأوساط الأمريكية.

ماذا بعد؟

الكرة الآن في ملعب بوتين، حيث بات مكشوفًا أمام الرأي العام كطرف يعرقل السلام، في وقت يحاول فيه ترامب تحقيق نصر دبلوماسي طالما وعد به خلال حملاته الانتخابية: إنهاء حرب أوكرانيا بسرعة.

ومع استمرار زيلينسكي في تبني خطاب متقارب مع رؤية ترامب، سيكون من الصعب على الرئيس الأمريكي التراجع لصالح الكرملين دون أن يُتهم بإفشال مسار السلام.

في هذا السياق، يبدو أن بوتين قد بالغ في رهانه على طول صبر ترامب، خاصة إذا لم يحقق أي تقدم حقيقي في خفض التصعيد.

كل ذلك يشير إلى أن زيلينسكي نجح مرحليًا في كسر جمود علاقته مع ترامب، ووضع بوتين تحت ضغط متزايد لإبداء مرونة قد لا تكون ضمن حساباته.

شارك هذه المقالة
لا توجد تعليقات

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *